لويس بن يعقوب بن إبراهيم صابونجي.
ولد في بلدة ديريك (المالكية حاليًا التابعة لمحافظة الحسكة - شمالي شرق سورية)، وتوفي في مدينة لوس أنجلوس (عاصمة ولاية كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية).
عاش حياته في تركيا ولبنان وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
تلقى دراسته في «دير الشرفة» بكسروان، حيث تعلم اللغات العربية والسريانية والإيطالية، وفي عام 1854 أُرسل إلى مدرسة «مجمع انتشار الإيمان» في
روما، حيث تلقى العلوم العقلية والنقلية على اختلافها، ونال شهادة الدكتوراه في الفلسفة. إلى جانب دراسته لفن التصوير الفوتوغرافي والزيتي والموسيقى.
عُين رئيسًا للطائفة السريانية الكاثوليكية في لبنان، وأنشأ مطبعة لنشر الكتب بالعربية والسريانية والتركية، إلى جانب إنشائه مدرسة عالية في بيروت نهضت بأسباب التربية الحديثة. وكان أول من أدخل فن التصوير الشمسي إلى لبنان.
عمل معلمًا للغة اللاتينية في الجامعة الأمريكية في بيروت، واللاتينية والإيطالية في المدرسة البطريركية. وكلفه فرنكو باشا - متصرف جبل لبنان - تهذيب أولاده، كما عهد إليه فيما بعد السلطان عبدالحميد بتعليم أنجاله التاريخ والجغرافيا، وألحقه بالمعية في «الما بين» ليتولى له الترجمة من الفرنسية والإنجليزية والإيطالية إلى التركية.
أنشأ عدة دوريات من جرائد ومجلات، أشهرها مجلة «النحلة» (1870) التي نشرها بصورة متقطعة في بيروت ومصر ولندن. كذلك له في الحقل الصحافي جريدة
«الاتحاد العربي» وجريدة «الخلافة»، كما عمل محررًا في صحيفة «مرآة الأحوال»، حيث نشر آراءه.
قام عام 1871 برحلة حول الكرة الأرضية استغرقت سنتين وسبعة أشهر، إلى جانب قيامه بأسفار عديدة إلى مصر وأمريكا وإنجلترا والبلاد العربية، اتصل خلالها بالأمراء والملوك وتَعرَّف فيها إلى أصحابِ الرأي من مفكرين وأدباء وسياسيين وعلماء، وخلع الثوب الرهباني الذي قبله في مطلع حياته، وفي نهاية المطاف استقر في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة إلى أن وافته المنية مقتولاً على سريره، وهو شيخ طاعن في السن في الثالثة والتسعين من عمره.
كان عضوًا في المجلس الكبير لنظارة المعارف على عهد السلطان عبدالحميد.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان «النحلة في خلال الرحلة» - المطبعة التجارية - الإسكندرية - 1901. (يضم هذا الديوان القسم الأكبر من قصائده مزينة برسوم الأمراء والعلماء والشرفاء والأحبار)، وله قصيدة بعنوان: تغزل بالله وجماله - مجلة النحلة - لندن 1/5/1878.
الأعمال الأخرى:
- له مجموعة قصائد باللغة اللاتينية نظمها في صباه، وقصائد ونشائد نظمها باللغة الإيطالية، ومجموعة قصائد نظمها باللغة الإنجليزية، وله مسرحية «شاؤول وداود» مترجمة عن الفرنسية (1869) طبعها بخط يده طبعة حجرية، وله عدد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة منها: «أصول القراءات العربية والتهذيبات الأخلاقية» - بيروت 1866، و«الرحلة النحلية» - طبع قسمًا منها في الآستانة وحلاَّه بالرسوم (ضَمَّنها وصْف رحلته حول الأرض باللغتين العربية والتركية)، و«النحلة الفتية» - بيروت (وهي الرسالة التي طعن بها الطائفة المارونية فكانت سببًا في ارتحاله من الشام وسفره إلى أوروبا ومنها إلى أمريكا)، كما نشر «ديوان ابن الفارض» وطبعه في بيروت مشكولاً بالحركات. أما المخطوطة فهي: «قاموس الألفاظ والمصطلحات العلمية في الفلسفة وغيرها من العلوم والفنون» (ترجمة عن اللاتينية)، و«تاريخ فتنة حلب» - 1850، و«تاريخ فتنة لبنان وسوريا» - 1860، و«فلسفة ما بعد الطبيعة»، و«تاريخ بطاركة السريان منذ عام 1852» (منه نسخة في المتحف البريطاني في لندن)، و«مراثي أرميا الثاني الشجية على خراب أورشليم السريانية».
بشعره نزعة عقلانية. يميل إلى التحليل والتعليل، وله شعر في إثبات وجود الخالق، يرد به على الملاحدة والزنادقة الذين ينكرون وجوده تعالى. كما كتب في الفخر الذاتي الذي عبَّر من خلاله عن بعض سجاياه الحميدة. وله شعر في تقريظ المجلات. شعره - بوجه عام - أقرب إلى النظم منه إلى الشعر ذي الأخيلة والتدفق العاطفي. ولغته مباشرة وخياله شحيح.
حصل على وسام شير خورشيد من ناصر الدين شاه إيران، والوسام العثماني من دولة تركيا، ووسام الكوكب الدري من سلطان زنجبار.
مصادر الدراسة:
1 - سامي الكيالي: الأدب العربي المعاصر في سورية (1850 - 1950) - دار المعارف بمصر - القاهرة 1968.
2 - فيليب دي طرازي: تاريخ الصحافة العربية (جـ 2) - المطبعة الأدبية - بيروت 1913.
3 - لويس شيخو: تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين (1800 - 1925) - دار المشرق - بيروت 1991.
4 - متري هاجي أثناسيو: موسوعة بطريركية أنطاكية التاريخية والأثرية (جـ 2) - المجلد التاسع - دمشق 2002.
5 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - مكتبة لبنان - بيروت 2000.
6 - الدوريات:
- مجلة الإصلاح - مجلد 3 - العدد 9 - بونس آيرس 1931.
- مجلة الكلمة - نيويورك - عدد يونيه 1931.
مراجع للاستزادة:
- خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.