كزار حنتوش

1427-1365هـ 2006-1945م

سيرة الشاعر:

كزار حنتوش الدغاري الكرعاوي.
ولد في مدينة الديوانية - (العراق)، وفيها توفي.
عاش في العراق.
التحق بمدرسة الديوانية الابتدائية عام 1953، وأتم دراسته في ثانوية الديوانية للبنين عام 1968 ليلتحق بعدها بمعهد الهندسة في بغداد ويتخرج فيه عام
1972.
عمل في دائرة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بلواء الديوانية منذ عام 1973 وبقي فيه حتى تقاعد عام 1992، وبعد تقاعده عمل مديرًا للإعلام في جامعة القادسية بمحافظة الديوانية (1992 - 2000).
كان عضوًا في اتحاد المؤلفين والكتاب في العراق، ورأس فرعه في محافظة الديوانية.

الإنتاج الشعري:
- له ديوانان: «الغابة الحمراء» - وزارة الإعلام - بغداد 1988، و«أسعد إنسان في العالم» - وزارة الثقافة - دار الشؤون الثقافية - بغداد 2001.
شاعر ذو مذاق خاص، فقد احتفى برؤى السرياليين من خلال إقامة علاقات تتميز بالغرائبية والإدهاش في مزج تتصالح فيه الأضداد، وتتفارق المتوافقات ويخلص فيه الخاص والآني إلى العام والأبدي، وكتب معبرًا عن إيمانه بالشعر والشعراء فهم طعامه وشرابه، وهم السمير والكأس، ومدح فكان مغايرًا للمدح بالمعنى المتوارث والمعروف؛ فالممدوح لديه يصبح مادة شعرية يبثها ذكرياته وحنينه وحبه للوطن. يبدي انحيازًا وتضامنًا للمعوزين من خلال صورة الأب المتعب، والأم المرهقة في شعرية تقاوم القهر، وصنوف الظلم في هذا العالم الذي يقسم الناس إلى طبقات. اتسمت لغته بالرمزية والثراء، وخياله متشعب وفسيح. كتب الشعر ملتزمًا بشعر التفعيلة.

مصادر الدراسة:
1 - زاهر الجيزاني وسلام كاظم: نماذج من الشعر العراقي الحديث - دار الشؤون الثقافية - بغداد 1986.
2 - عبدالجبار داود البصري: مربد المقاومة والتحدي - (جـ1) - دار الشؤون الثقافية - بغداد 1998.
3 - محمد صابر عبيد: الشعر العراقي الحديث قراءة ومختارات - أمانة عمان الكبرى - عمان 2002.
4 - لقاء أجراه الباحث صباح نوري المرزوك مع صديق المترجم له عبدالعزيز إبراهيم - الديوانية 2007.

أسعد إنسان في العالم

أمشي ريانًا كزهورٍ تحت النارنجْ
صوبَ صديقي الشاعرْ
المعْدَةُ تكفيها حفنة «باقلاّءٍ» و«عدسْ»
تكفيها أشعار كرستالٍ للصائغ يوسفْ
ولديَّ من الأحزانْ
ما يكفيني سُـكرًا بالمجانْ
والجيب هو الآخرْ
أفلا تكفيه دفتر شيكات من بنك السيّاب الذهبي
أمشي تحت سماءٍ مرعدةٍ
تحت حنان الشعبِ
تحت طيورٍ بيضٍ
تبغي مأمنها في منتجعٍ آخرْ
أمشي ريانًا كزهور تحت النارنجْ
صوب الطرف الآخرْ

قصائد رسمية

قُوديني كخروفٍ ضالْ
نحو ربيعكِ
خلّيني أرعى بين بساتينكِ
أنت الطينُ السحريْ
وأنا الماءْ
فلنمتزجِ الآنْ
قيمر - معدانْ -
منذ متى ، وأنا أتهدّمُ
مثل بناء أثريّ
كنت تلمّين بقايايْ
بين الشوك وبين الأسل المضيافْ
إذ سقطت كالآجرْ
آخرُ أيام حياتي
بين يديك الواهنتينْ
طيلة عشرينَ سنهْ
وأنا أتشمّم بحثًا عنكِ
كالكلب البوليسيْ
لم يفلت من أنفي شيءٌ
حتى صرَّةُ بنت المختارْ
وأخيرًا
لولا فيروزُ
وبغدادُ
ورسميّةُ
لاقترنتْ ضفدعةٌ بي
وألقى العنز عليَّ الفضلاتْ
ولكنتُ مجرَّدَ عربهْ
دون وقودٍ
أو عجلاتْ
يا روح «البربينْ»
كم أنت رقيقهْ
أخشى أن أستيقظَ
ذات صباح
لأجدك على الوردة طلاّ
أو فوق النخلة عصفوره
أخشى أن أستيقظ فجرًا
لأشمك عطرًا
من أعطاف صديقَهْ
أواه يا روح البربينْ
كم أنت رقيقَهْ
لا رسميّةَ هذا اليومْ
لأصحو غدًا
اليوم غناءٌ تحت التوتْ
وغدا تابوتْ

الجذور

في الليل يعودُ أبي مهمومًا
آثار الجصِّ على «دشداشته» دومًا
ويُمسِّينا بالخيرْ
يفتح كيسًا ورقيّاً
وتضوع روائح باقات «الرشادْ»
وتضوع روائح خبز «المعملْ»
في غرفتنا الطينْ
مرَّاتٍ في منتصفِ الليلْ
أبصرُ والدتي تتنصّت في السرِّ
إلى صوتِ أبي المفجوع
وتنحب في السرّ
فوق سريرٍ معمولٍ من جريد النخلْ
مرات في عزّ الليل الظهر
تأخذ والدتي للترعة قِدرَ «الفافونْ»
تأخذ «يشماغَ» أبي
وحضائن أختي
تهمسُ في أذني
«درْ بالك» من قطط الجارة «أم حسينْ»
مرّاتٍ في عزِّ الظهرْ
تأخذ والدتي مِنجلَها
وتروحُ
فتشيِّع كلبتنا السوداءْ
بالعينين الدامعتينِ
وتغفو قرب «الكوزْ»
ذاتَ نهارٍ باردْ
قال أبي
صرنا نتدفّأ بالشمسْ
ذات نهارٍ باردْ
كانت والدتي
تقبع واجمةً
قرب التنوّر الباردْ
ذات مساءٍ باردْ
كان لحافي باردْ
ذات مساءٍ حلو
عاد أبي منشرحا
قال لوالدتي شيئًا
أعطاها شيئًا
وابتسما
فرأيتُ شفاهًا
تطلقُ أقمارًا لليلْ