محمد بن محمد الحراق.
ولد في مدينة شفشاون (شمالي المملكة المغربية)، وتوفي في مدينة تطوان (شمالي المغرب).
عاش في المملكة المغربية.
تلقى علومه الأولى في مدينته، ثم رحل إلى مدينة فاس في صحبة والديه سعيًا في طلب العلم، وقد تميز بين أقرانه بقدرته على التحصيل والتلقي، فأصبح فقيهًا
مبرزًا، فعرضه ذلك لمضايقة خصومة من الفقهاء، مما حدا بالسلطان المولى سليمان أن يدعوه إلى تطوان (1808) ليتولى التدريس في المسجد الأعظم.
عمل - على أثر دعوة السلطان له - مدرسًا لعلوم الفقه، بالمسجد الأعظم، كما تولى الخطبة بمسجد العيون بتطوان، إلى جانب اشتغاله بالعدالة والفتوى، غير أنه وقع ضحية تآمر خصومه عليه لدى السلطان، فعاش نكبة هزت حياته، التي تغير مجراها بعد أن آثر العزلة، فتحول إلى متصوف معتزل للحياة الاجتماعية.
أسس الزاوية الحرّاقية بتطوان - بعد اتصاله بالشيخ مولاي العربي الدرقاوي (1813) الذي أخذ عنه مبادئ الطريقة الصوفية - فأصبحت مركز إشعاع صوفي في المنطقة كلها.
عمل على ترسيخ الظاهرة الموسيقية في المجتمع التطواني، بعد أن ربط شعره الذوقي بظاهرة السماع، فانتشرت أشعاره في المجتمعات في زمانه، وتغلغلت في
النفوس، مما جعل لدوره الثقافي مذاقًا خاصًا، وفيوضًا جمالية وروحية في آن واحد.
الإنتاج الشعري:
- له «ديوان الحراق» - المطبعة الحجرية الفاسية، وطبع في تونس عام 131هـ/1912م، وصدر عن مطبعة النجاح بالمغرب (الديوان يشتمل على 61 نصًا بين قصائد ومقطوعات وموشحات وأزجال).
الأعمال الأخرى:
- له عدد من الرسائل والحكم والتقييدات: مذكورة بكتاب عنوانه: «النور اللامع البراق في ترجمة الشيخ سيدي محمد الحراق» - المكتبة العامة بتطوان - قسم المخطوطات - تحت رقم 656. إضافة إلى مجموعة من النوازل الفقهية.
بشعره نزوع عرفاني صوفي، يتبدى في معالجته للأشواق التي حجبت عنه الأين والكيف على عادة كبار المتصوفة على أن يستهدي تجربة ابن الفارض، فالبوح ووضاءة
اللسان دليلاه وشاهدا حاله على رسوم الهوى. وله شعر في الغزل يخالط فيه العفة بالتصريح، وهو ما بين الصد والرد، والوصال والهجر يتعذب، وتحتدم أشواقه. وكتب في
التوسل بالنبي ، ومديحه إلى جانب شعر له في المدح يشيد فيه بكريم السجايا وسخاء النفس لدى الممدوح. وله توشيح في الخمرة الصوفية. تتسم لغته بالتدفق واليسر،وخياله طليق.
مصادر الدراسة:
1 - إدريس بن أحمد العلوي: الدرر البهية والجواهر النبوية - المطبعة الحجرية الفاسية - 114هـ/1896م.
2 - برند مانونيل فايشر: الشرق في مرآة الغرب - دار سيراس للنشر - ديوان المطبوعات الجامعية - تونس، الجزائر 1983.
3 - محمد المنوني: المصادر العربية لتاريخ المغرب (الفترة المعاصرة) - منشورات كلية الآداب - الرباط 1989.
4 - محمد بن جعفر الكتاني: سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس - مطبعة أحمد بن الطيب الأزرق - فاس 116هـ/1898م.
5 - محمد داود: تاريخ تطوان - المطبعة المهدية - تطوان 1966.
مراجع للاستزادة:
- محمد بن تاويت: الوافي بالأدب العربي في المغرب الأقصى - مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء 1984.