محمد بن عبدالسلام بن أحمد بن علي الحليوي.
ولد في مدينة القيروان (تونس)، وفيها توفي.
عاش في تونس.
تلقى مبادئ العلوم في الكتّاب ثم في المدرسة القرآنية، ثم التحق بالمكتب العربي الفرنسي، وفيه تخرج حاصلاً على الشهادة الابتدائية عام 1924. انتقل بعد ذلك إلى القسم الإسلامي من مدرسة ترشيح المعلمين بتونس العاصمة، حيث قضى مدة ثلاث سنوات، ليتخرج بعدها محرزًا شهادة لمزاولة التعليم الابتدائي عام 1927، ثم التحق بالمدرسة العليا للغة والآداب العربية في عهد المستشرق ويليام مارسي، وفيها زاول دروس الأدب والترجمة.
عمل مدرسًا للتعليم الابتدائي في عدد من البلدان بتونس، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة الثانوية التكميلية، وظل يعمل بها حتى أصبح مديرًا لها، وكان قد عمل - قبل ذلك - محررًا بمجلة التعليم العربي، كما عمل أستاذًا مساعدًا في معهد القيروان الثانوي، وفي عام 1970 أحيل إلى التقاعد، بناءً على رغبة منه، سببها حالته الصحية.
كان عضوًا في جمعية قدماء المكتب العربي الفرنساوي بالقيروان، إلى جانب عضويته للجمعيات الثقافية والموسيقية والأدبية بها.
كان مشاركًا في العديد من الأنشطة والمؤتمرات، خاصة مشاركته في المؤتمر الثالث للأدباء العرب في مصر عام 1957.
كان ميالاً للعزلة، لا يكاد يغادر مدينة القيروان، فقد وجد فيها بيئة أدبية نشطة، تعج بالشعراء والأدباء.
كانت تربطه صداقة حميمة بالشاعر أبي القاسم الشابي، إلى جانب تأثره البالغ بعباس محمود العقاد.
يعد واحدًا من أنصار التجديد الأدبي بتونس، فقد أسهم - مع مجموعة من أدباء عصره - بمقالاته في تقويض الرؤية التقليدية الموروثة حول الأدب.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان «تأملات» - المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات - بيت الحكمة - قرطاج - تونس 1987 (الديوان في 85 صفحة)، ونشرت له صحف عصره عددًا من القصائد منها: «يوميات متوحد» - النهضة - 12 من مارس 1937 (وهي من الشعر المنثور - لم يتضمنها الديوان)، و«إلى الضيوف الكرام» - جريدة الوزير - 4 من أغسطس 1932 (لم يتضمنها الديوان)، و«البناء والتشييد» - مجلة الفكر (من شعر التفعيلة، لم يتضمنها الديوان).
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات والرسائل منها: مع الشابي: سلسلة كتاب البعث - تونس نوفمبر 1955، وفي الأدب التونسي: الدار التونسية للنشر - تونس 1965، ورسائل الشابي: دار المغرب العربي - 1966، ومباحث ودراسات أدبية: الشركة التونسية للتوزيع - تونس 1977، وإلى جانب ترجمته لعدد من القصائد عن الأدب الفرنسي
للامرتين والفريد دي موسيه، وغيرهما.
ما ورد من شعره يجيء تعبيرًا عن حيرته، وقلقه الوجودي الذي يتمثل في تساؤلاته الممضة حول الغاية والمصير؛ وهذا ما يفسر ارتباطه الفكري الحميم بأبي العلاء المعري، ومن معاصريه: محمود المسعدي (تونس) وعباس العقاد (مصر). وله شعر في وصف الغروب يقتفي فيه أثر الشعراء المهجريين. كما كتب في وصف الطبيعة، على عادة أسلافه كأبي تمام، وأقرانه من أمثال أبي القاسم الشابي وغيرهما. يميل إلى التأمل المشوب بالتشاؤم، واستكناه الذات بقصد تدبرها، وطرح أسئلة هذا الوجود عليها، فما بين شطحات عقله، وريب قلبه، تتولد عذاباته ويشتد تأزمه. يتميز بطول نفسه الشعري، وتدفق لغته، وخياله الطليق. كتب أشعاره ملتزمًا ما توارث من عمود الشعر، مع ميله الشديد إلى التجديد والتنويع، على أنه لم يبارح الموزون المقفى، وإن جرب - في حالتين نادرتين - بعض محاولات تحديث الشكل في القصيدة العربية.
حصل على وسام الجمهورية (التونسية) عام 1966 - وأقيمت له «أربعينية» في القيروان - بعد وفاته - حضرها وزير الثقافة وكبار أدباء تونس وشعرائها، كما جمعت أقوالهم وقصائدهم في نشرة.
مصادر الدراسة:
1 - أبوالقاسم الشابي: مذكرات الشابي - الدار التونسية للنشر - تونس 1976.
2 - أبوالقاسم محمد كرو: نشرة الأربعينية - وزارة الثقافة - تونس 1978.
3 - جعفر ماجد: مقدمة مباحث ودراسات أدبية - الشركة التونسية للتوزيع - تونس 1977.
: الصحافة الأدبية بتونس (1904 - 1922) بالفرنسية - الجامعة التونسية - تونس 1979.
4 - حمادي صمود: مقدمة «تأملات» - بيت الحكمة - قرطاج - تونس 1987.
5 - محمد الهادي المطوي: محمد الحليوي ناقدًا وأديبًا - الدار العربية للكتاب - تونس 1984.
6 - الدوريات:
- محمد أحمد النيفر: مجلة الندوة عدد (9) - السنة الرابعة - تونس ديسمبر 1956.
- محمد مزالي: مجلة الفكر عدد (3)- تونس ديسمبر 1988.
- مجلة العالم الأدبي عدد (20) - السنة الثالثة - 1932.