محمد الأخضر بن الحسين بن علي الشريف.
ولد في بلدة نفطة (جنوبي تونس) - وتوفي في القاهرة.
عاش في تونس وسورية ومصر والجزائر.
أصله من الجزائر، تلقى أولى مراحله التعليمية ببلدة نفطة بالجنوب التونسي، ثم التحق بجامع الزيتونة عام 1887 لاستكمال دراسته، حيث تكونت شخصيته العلمية والدينية والثقافية. وفي عام 1898 حصل على شهادة التطويع، وهي الشهادة التي تمكن حاملها من التطوع لإلقاء الدروس في جامع الزيتونة، كما تؤهله للظفر بمناصب علمية ودينية عديدة.
عمل مدرسًا بجامع الزيتونة، وحضر المجالس العلمية والأدبية مشاركًا نشطًا، مما أكسبه شهرة واسعة في أوساط الطلاب والعلماء على زمانه.
تولى خطة القضاء بمدينة بنزرت عام 1905.
أسس مجلة السعادة العظمى (1904)، وعمل محررًا في عدد من المجلات كالهداية الإسلامية، ونور الإسلام، ولواء الإسلام، كما كتب في مجلة المنار، ومجلتي الدر والفجر التونسيتين، ومجلة الفتح بالقاهرة.
كان عضوًا بالمجمع العلمي العربي بدمشق عام 1919، وفي عام 1933 اختير عضوًا للمجمع اللغوي بالقاهرة. كما كان واحدًا ممن أسسوا جمعية الهداية الإسلامية (1928)، وكان رئيسًا للرابطة الإسلامية التي تدعو إلى الوحدة بين بني الإسلام.
له جهود كبيرة في الدعوة إلى الإصلاح الديني والاجتماعي والأخلاقي.
إضافة إلى مشاركاته في الأحداث السياسية آنذاك بقلمه، وفكره، وتحركاته.
كان مؤمنًًا بوحدة الهدف والمصير بين المسلمين، وكان يدعو إلى ضرورة اتحاد المسلمين في نظام ديني وسياسي واحد، هو نظام الخلافة.
اختير لمنصب «شيخ الأزهر» عام 1952 وظل في منصبه إلى زمن رحيله، كما كان يقوم بالتدريس في الكليات الأزهرية.
كان له نشاط سياسي ملحوظ في مراحل من عمره، فقد أسس رابطة الدفاع عن شماليّ أفريقيا، فقد كان مؤمنًا بالمغرب العربي وعدالة قضيته، ووحدة مصيره، مما دفعه إلى توجيه برقيات الاحتجاج والشكوى باسم الرابطة الإسلامية التي كان يرأسها، إلى المنظمات العربية والأوروبية هادفًا إلى شرح قضية الشمال الأفريقي على مسمع ومرأى من العالم.
يعد من أبرز الكتاب في أدب الرحلات، فقد تعددت مقالاته الوصفية عن رحلاته، وعن الأماكن التي زارها والمعالم التي اطلع عليها، والعلماء والأدباء الذين اتصل بهم.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان «خواطر الحياة» - القاهرة 1946. وقد طبع هذا الديوان ثانية عام 1953، عندما تولى صاحبه مشيخه الأزهر. (الديوان في 176 صفحة - 139 قصيدة ومقطوعة، قصائده الطوال نصف هذا العدد، والنصف الآخر مقطوعات)، وله العديد من القصائد في حوزة أسرته، ولدى بعض أصدقائه.
الأعمال الأخرى:
- له العديد من المؤلفات منها: «نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم» - القاهرة 1926. (في الرد على كتاب علي عبدالرازق)، و«نقض كتاب في الشعر الجاهلي» - القاهرة 1927. (في الرد على كتاب طه حسين)، و«علماء الإسلام في الأندلس» - القاهرة 1928، و«دراسات في العربية وتاريخها» - دمشق 1961، و«بلاغة القرآن» - دمشق 1971، و«الخيال في الشعر العربي» - دمشق 1972.
ما أتيح من شعره يدور حول عدد من الموضوعات والأغراض، منها الرثاء الذي يجيء تعبيرًا عن تسليمه بقضاء الله، وعن إيمانه بحكمته تعالى في الموت والحياة. وله شعر في الإشادة بالشريعة الإسلامية، معرضًا من خلاله بمن أسهموا في ضياع الخلافة الإسلامية، كما كتب في الثناء على المدن، إلى جانب شعر له في المدح خاصة ما كتبه عن الزعيم المغربي عبدالكريم الخطابي، معبرًا عن إقدامه وشجاعته في مواجهة المعتدين. يدعو إلى التمسك بالمجد القديم، وعودته، وله شعر في اللغة العربية التي شرفها القرآن الكريم بنسج كلماته على منوالها، وله بعض التساؤلات عن رحلة الإنسان مع الحياة، كما كتب في اللوم والعتاب. لغته مباشرة وخياله شحيح. التزم الوزن والقافية، فيما كتبه من شعر.
مصادر الدراسة:
1 - أبوالقاسم سعدالله: تاريخ الجزائر الثقافي (جـ 3،4،5،7) - دار الغرب الإسلامي - (ط1) - بيروت 1998.
2 - صالح خرفي: شعر المقاومة الجزائرية - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر (د.ت).
3 - محمد الفاضل بن عاشور: الحركة الأدبية والفكرية في تونس - تونس 1972.
4 - محمد كامل الفقي: الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة - القاهرة 1968.
5 - محمد مواعدة: محمد الخضر حسين - حياته وآثاره - تونس 1974.
6 - محمد مهدي علام: مجمع اللغة العربية في ثلاثين عامًا (1932 - 1962) - القاهرة 1964.
7 - الدوريات: حوليات الجامعة التونسية - الأعداد 3،4،5،6 - 1966.
مراجع للاستزادة:
1 - محمد الطاهر بن عاشور: أليس الصبح بقريب - تونس 1967.
2 - محمد الفاضل بن عاشور: تراجم الأعلام - تونس 1970.
3 - محمد عبدالله عنان: تاريخ الجامع الأزهر - القاهرة 1958.
2 - محمد عبدالمنعم خفاجي: الأزهر في ألف عام - القاهرة 1954.