محمد الهادي بن علي بن محمد الزاهري.
ولد في قرية ليانة ( إحدى قرى الزاب الشرقي)، وتوفي في الجزائر (العاصمة).
عاش في الجزائر متنقلاً بين ربوعها، كما أمضى زمنًا في فرنسا.
نشأ في أسرة علم وأدب، فتعهده أبوه وأدخله الكُتّاب حتى حفظ القرآن الكريم وبعض أشعار العرب، ثم قصد مدينة قسنطينة ولازم ابن باديس لسبع سنين.
اشتغل بالتعليم الحر في الجزائر العاصمة، ومدن أخرى منها: بلعباس وتلمسان، ثم أوفدته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى باريس واعظًا للجالية الجزائرية فيها، وهناك التحق للعمل بأحد المعامل الفرنسية، ثم عاد إلى الجزائر وعمل بإذاعتها واعظًا في بعض برامجها، وبعد استقلال الجزائر عمل مدرسًا في التعليم الثانوي وبقي فيه حتى أحيل إلى التقاعد بداية عام 1971.
نشط في مجال العمل الثقافي ممثلاً لهيئة الشبيبة الجزائرية في مدينة قسنطينة عام 1925، وتجول في أنحاء الجزائر داعيًا لأفكارها، وممثلاً لجريدتي «المنتقد والشهاب»، ومروجًا لهما.
كان يوقّع قصائده بلقب: «شاعر المنتقد».
الإنتاج الشعري:
- له قصائد وردت ضمن كتابه: «شعراء الجزائر في العصر الحاضر» منها: «إن الحياة هي الحظوظ - الفتاة الجزائرية - روحي لكم - الشهيد - ذكرى زهرة الأيام - تلك المدينة كم تاه بها الزمان - هي الجنة الفيحاء»، وله قصائد نشرت في جريدة الشهاب منها قصيدة: «إلى المرشد الصريح» - العدد 1 - 12/11/1925، وله قصائد نشرت في مجلة الشباب منها: «بلدي» - (جـ 3) ، (م6) - أبريل 1930، و«أبحث عن الحرية» - (جـ 8) ، (م6) - سبتمبر 1930، و«المسلم المتقدم» - (جـ 9) ، (م6) - نوفمبر 1930، و«أجمع إليك بني العمومة» - (جـ 10) ، (م6)- ديسمبر 1930، و«ماذا عسى تجدي الدموع؟» - (جـ11) ، (م6) - ديسمبر 1930، وله قصائد نشرت في مجلة «هنا الجزائر» منها: «تحية المولد النبوي الشريف» - عدد 8 - أبريل 1952، و«وجه الربيع» - عدد 34 - أول من أبريل 1955، وله قصائد وردت ضمن رسالة بعنوان: «محمد الهادي السنوسي الزاهري - حياته وشعره» - أعدها الباحث عبدالحميد غنام - وتقدم بها لنيل دبلوم الدراسات المعمقة - جامعة الجزائر 1996 (مخطوطة)، وله عدة قصائد مخطوطة.
نظم على الموزون المقفى وجدّد في موضوعاته، وجاء أكثرها في الموضوع الوطني، وفيه امتزاج بين الفخر والحماسة، والحث على النهوض للذود عن الوطن مذكرًا
بالأيام العربية الأولى، وله قصيدة مطولة بعنوان «الشهيد» تنهض على حوارية بين الشهيد وأبيه، فتميل قليلاً نحو السرد، وتتشكل بين النبرة الحماسية الصاخبة، والصوت
الهادي الشفيف، وتشمل موضوعاته استنهاض الشباب، ومدح الفتاة الجزائرية المعاصرة في معان تكشف عن وعيه بدور المرأة في بناء الجزائر الحديث، ويفيد من صور الغزل العربي في وصفه لجمال الفتاة الجزائرية، وإذا كانت جلّ قصائده تنهض على الموضوع الوطني فإن معانيها متجددة، ولغتها خصبة تمنح القصيدة جدلاً وإيقاعًا يحفظ للنظم جرسه وجزالته وللصورة نصاعتها.
مصادر الدراسة:
1 - صالح خرفي: الشعر الجزائري الحديث - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1984.
2 - عادل نويهض: معجم أعلام الجزائر - مؤسسة نويهض الثقافية - بيروت 1983.
3 - عبدالحميد غنام: محمد الهادي السنوسي الزاهري (حياته وشعره) - رسالة دبلوم الدراسات المعمقة - معهد اللغة والأدب العربي - جامعة الجزائر 1986.
4 - عبدالله ركيبي: الشعر الديني الجزائري الحديث - الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر 1981.
5 - محمد الأخضر عبدالقادر السائحي: روحي لكم - تراجم ومختارات من الشعر الجزائري الحديث - اتجاهاته وخصائصه الفنية - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1985.
6 - محمد الهادي السنوسي الزاهري: شعراء الجزائر في العصر الحاضر - المطبعة التونسية - تونس: الجزء الأول 1926 - الجزء الثاني 1927.