محمد بن محمد أمغار

سيرة الشاعر:

محمد بن محمد أمغار التغماوي.
ولد في بداية القرن الثالث عشر الهجري، وتوفي في مدينة الصويرة (المغرب).
قضى حياته في المغرب.
حفظ القرآن الكريم على الشيخ ابن الزرب، ثم تلقى العلوم الشرعية، واللغوية والأدبية عن عدد من أعلام عصره في مدرسة شتوكة والكنسوسي بمراكش.
عمل مدرسًا في مدرسة إيداو كازو مدة 22 سنة، ثم انتقل للتدريس في زاوية مبارك ياسين، وتخرج عليه عديد من العلماء، وفي آخر عمره لازم داره وأسّس لنفسه زاوية، ثم تنصب مقدمًا للطريقة التجانية.
كان شيخًا للطريقة الأحمدية التجانية في منطقة حاحة ويداوتنان، وجه شعره لخدمتها والتعريف بها وبأذكارها وأورادها.

الإنتاج الشعري:
- له نحو «35» قصيدة مخطوطة ضمن مجموع الأمغاري - (مخطوط خاص).

الأعمال الأخرى:
- له مجموع رسائل مطولة (15 رسالة) - مخطوط خاص.
شعره خاض في أغراضه المعروفة، فرثى الولي الصالح سيدي سعيد العباسي، ومدح شيخه الكنسوسي، وله نظم في الوصف والتوسل، بالإضافة إلى المطارحات الشعرية والمراسلات التي تبادلها مع شيوخه وتلاميذه، منهم تلميذه الحسن النكنافي في قصيدة يبدأ فيها بالتحية ويثني على جهده وعلمه ويقدم النصح له، وفي كل أغراضه تظهر نزعته الدينية والأخلاقية وتزداد وضوحًا في مديحه للنبي () وآل بيته، فضلاً عن قصائده الصوفية حول الطريقة التجانية، لغته قوية ومعانيه واضحة وتراكيبه متينة.

مصادر الدراسة:
1 - إبراهيم إبراهيم الناصري: المتعة والراحة في تراجم أعلام حاحة - مطبعة المعارف الجديدة - الرباط 1988.
2 - محمد آيت بن الحاج: مظاهر الحياة الثقافية بحاحة وايداوتنان خلال القرن الرابع عشر الهجري - رسالة جامعية - كلية الآداب - الرباط 1994 (مرقونة).
3 - محمد المختار السوسي: رحلة من الحمراء إلى إلغ - (مخطوط مرقون).

مصادر الدراسة:

ولد في بداية القرن الثالث عشر الهجري

من قصيدة: أيا نفس جدّي

أيا نفس جِدِّي في بُكوركِ واجهَدي

فإنَّ مطايا الشوق لاحَتْ بلازِبِ

لها وهْو بالتحريض قبلُ فما نَأَتْ

نواحٍ أحاطتْ بالـمُنى والمآرب

إذا السيرُ جَدَّ صار يُعْديه وَجْدُها

مُناها به وَصْلُ الحبيبِ لغائب

عليه بكلٍّ حين ينتجُ فكره

زيارتهُ ولو بشَيْب الذوائب

ألم يأنِ ذكرُ اسمٍ له فتسارَعَتْ

إلى فهمِه الأحبابُ من كل جانب

بلى والذي يُبديه نَظْمُ أوائلٍ

مُرادي حبيبٌ مانحٌ ذو نوائب

رأينا مَنارَ العلم شِيدَ بفهمِه

فلولاه ما لاح الفروح لعارب

فعَنّا جزاه الله كلَّ فضيلةٍ

بأخرى ودُنيا والرِّضا عن أقارب

نصيحة إلى تلميذ

عليكَ من الربِّ المجيدِ تحيَّةٌ

يفوقُ شذاها كلَّ رائحةِ العِطْرِ

ورحمتُه تزدادُ من بركاتِه

تذودانِ كلَّ حَذْرَفَوتٍ من الضَّيْر

وبعدُ فقد بذلْتَ جهدَك بالذي

أتيتَ به من الثناء لذي فَقر

جُزيتَ بحوْلِ الله خيرَ جزائِه

وأنت به أهلٌ فيا عالِمَ العصر

ولا تَرتَبنَّ في الدعاءِ لكم منّي

بأنواعِ ما في البالِ يخطرُ من خير

على أنَّ ما نسجْتَه من قريضِكم

فَرِيٌّ وغيرُ آخذٍ مهْيعَ الشعر

ولا تُهملنَّ إن أردتَ قصيدةً

مُطالعةَ البحرِ الذي شئتَ أن تَفْري

وكنْ ذا ثباتٍ في العلومِ بأسْرِها

تنلْ خيرَها وقاكَ ربِّيَ من هجْر

وكنْ ذا اعتناءٍ بالـمُذاكرةِ التي

بها تُدركُ الـمُرادَ من كلِّ ما وَفْر

وموطنَك الزَمّ واجتهدْ ثَمَّتَ اقْنَعنْ

مِن امِّ حبابٍ بالقليل من الكُثْر

ورابطْ بباب الله قلبَك واطلبَنْ

رضاه الذي أولى من النقْدِ والأجْر

إكرام الضيف

بإكْرامِ ضيفِ الله قد أمرَ النَّبي

عليه صلاةُ الله من غير ما حصْرِ

ومن جُملةِ الإكرامِ بِشْرُ مُضيفِهم

وذاك إذا طاب الزمانُ بلا عُسْر

وغيرُ خَفِيٍّ عنكُم أن شَرْعَنا

شديدُ الوُحولِ عندَه عُدُّ من عُذر

ورحبًا وسهْلاً قد أصبتمْ بلا مِرا

على كل حالٍ عندنا قلْ بلا قَسْر

على أن فرعي كان أجدرَ مِنَّةٍ

كذلك فرعُ الشيء يُوليكَ من تمر

جُودي على غيري

أمُرّاكشًا ما لي أراكِ تدفَّقتْ

مياهُ جفونِ العينِ منكِ على جَبْرِ

أمرّاكشًا قد حُزْتِ كلَّ فضيلةٍ

ومنقبةٍ جودي بذاكَ على غيري

أسألُكَ الشِّفا

بذاتِكَ ربِّي خالقي أسألُ الشِّفا

وما لكَ من أجلِّ أسمائِك العُلا

وقد ضقتُ ذرعًا يا عليمُ بما بيا

فجُدْ واعفُ واصفَحْ عني منك تَفضُّلا