محمد فوزي الغزي

1423-1375هـ 2002-1955م

سيرة الشاعر:

محمد فوزي بن محمد الغزي.
ولد في منطقة حمام الغزاز (تونس)، وتوفي فيها.
عاش في تونس.
فقد بصره صغيرًا، وتلقى تعليمه الابتدائي، وجزءًا من الثانوي بمسقط رأسه في منطقة حمام الغزاز، ثم أكمل تعليمه في معهد الكفيف بمنطقة بئر القصعة، ثم انتقل إلى مدينة سوسة والتحق بكلية الطب لدراسة العلاج الطبيعي والترويض، وتخرج فيها، وحصل على دبلوم في الاختصاص.
عمل طبيبًا بعديد من المستشفيات الحكومية في مدن سوسة، والحمامات وقلبينة.
كان عضو اتحاد الكُتّاب التونسيين.
انتسب لجمعية حقوق الإنسان، والتجمع الدستوري الديمقراطي، واللجنة الثقافية المحلية.

الإنتاج الشعري:
- له ثلاثة دواوين: «مدن للحزن ويوم الفرحة» - دار ديمتير للنشر - تونس 1989 (الديوان قصيدة واحدة في 129 صفحة)، و«رمضاء اللغة رمضاء الجسد» - دار سيراس - تونس 1993 (ديوان في ثلاثة أبواب/ فروع - 156 صفحة)، و«آران خويز أو رجل المعراج» - دار الجنوب للنشر - تونس 2002. (الديوان نص واحد في سبعة أفرع - 197 صفحة)، وله قصائد نشرتها صحف ومجلات عصره في تونس، منها: «جريدة الطريق، ومجلات المغرب والصحافة والصباح والحرية والشروق».

الأعمال الأخرى:
- له عدد من القصص - مخطوطة.
شاعر تجديدي متمرد، تمرد على شكل القصيدة، وعلى مضمونها وارتباطها بالتراث شكلاً وموضوعًا، حاد التراكيب والدلالات. ينتمى شعره إلى ما بعد الشعر التفعيلي وقصيدة النثر، بالاتكاء على الإيقاع الداخلي، والتخلي عن العروض الخليلي، مع إغراق في الرمز والعمق الدلالي، والإغراق في الغموض في الغالب الأعم. موضوعه الشعري لا يمكن رصده من خلال الاحتكام لمفاهيم الشعرية العربية عن الأغراض وموضوعات القصيدة، ذلك أن الشعر عنده يحتكم إلى منطق داخلي، وحركة تدور غالبًا في بنية دائرية مغلقة همها الإنسان وصراعها الدائم نحو الكشف والاكتشاف للذات والعالم المحيط. يتجلى اهتمامه (الشكلي) في امتداد القصيدة عبر تناميها الداخلي، وتفريعها وفق خطة مرسومة.
تم تكريمه على هامش مهرجان الأدباء الهواة بمدينة قليبية صيف 2002، ونظم عنه الاتحاد الوطني للمكفوفين ندوة بعنوان: الأدباء المكفوفون من الحصري القيرواني إلى الشاعر محمد فوزي الغزي - تونس 2003.

مصادر الدراسة:
1 - عمر بن سالم: مختارات لشعراء تونسيين - اتحاد الكتاب التونسيين - الدار العربية للكتاب - تونس 1992.
: كتاب من تونس - دار سحر - تونس 1995.
2 - علاقة شخصية وملفات عن المترجم له لدى الباحث محمد الصادق. عبداللطيف
3 - الدوريات:
- الحبيب بن رحومة: شاعر وقصيدة - الأخبار - سبتمبر 1989.
- روضة الشتيوي: أنا لم أكتب بعد - جريدة الصحافة - تونس مايو 1995.
- سعد أبوالسعود: الاستعارة في الشعر التونسي المعاصر - مجلة الحياة الثقافية - تونس فبراير 2003.
- عامر بوعز: عن ديوان مدن للحزن - جريدة الصحافة - تونس سبتمبر 1990.
- عبدالحميد بن ساعي: رجع الكلمات - ملحق الحرية الثقافي 13 من يونيو 2002.
- عبدالله مالك القاسمي: لقاء جريدة الأخبار - تونس 8 من يوليو 1989.
- عمر بن رجب: رحل الشاعر محمد فوزي الغزي - جريدة الصباح - تونس مايو 2002.
- مقالات باللغة الفرنسية: بن وناس - جريدة لي طن - 27 من سبتمبر 1989، وعماد بن غزي - جريد لي رونفوا - 24 من يونيو 2002، ومحمد الشقروي جريدة لي رونفوا - 21 من يونيو 2002، والمنصف غشام - جريدة لي رونفوا - 4 من يونيو 2002.

عناوين القصائد:

نبيلة

نبيله
يا أقحوان التاريخ الكامل
واخضرار الغربة
يا دفة ضوءٍ
تقتاد نداء الماء
إلى أغصان الروح الوثابه
يا مهندسة الأمل والريادة
من نقطة أخرى خارج المستقيم
سترسمنا الآن ريشة هذا الأعمى المضيء
ونحن على كتفي المساء
نطاول أشواق «حمام الأغزاز»
ونسأل خاتمة البحر أجر سماء
تضيء سقوفًا من حجر ومجاز
ألا ما أنبله في الخيال وأنبلنا
والكلام يلاحق ظل خطانا
ويبني من أوهامه صفصافةً لمقيل النجوم
سأبقى هنا خلف عينيه
أرقب لغة تطلع من جذوري
نارا سوداء تنفخ في أسواري
وحين تشق عليها قرابينه
تأكل بعضها
ثم تعرج في منحنيات صداه
وحين تؤول إلى منتهاها
يبعثها القلب زوج حمام علوي
أو شمسًا تؤجج زهر الملاح في كفيه
وتمضي دخانًا ورديًا في عقيق المساء
قليلاً ما تشعر يا صنوي الأخيذ المعنى
قليلاً ما تكتب قسماتك عنا
دمي الآن ينهض من أصل سوسنة
يصعد في سويقتها البكر
يعرج في عنق البلور
وحين يزف إليه تاج الأولى
يربط الخيل في أشجار السفح

قلت للنخلة

قلت للنخلة
يا أحلى سبايا الشمال
هبيني ذراعين
من حلم السعف
هذا الظل أشهى
من ضلع الموز
والبحر الكلف
بصبيته اللازوردية
شيخ تجلوبركاته
سيف خيالي
والبحر الأهيف
بهلوان قديم
شبّ على قدميه
مكر الحبال
وهذا البحر المستنكف
حيوان خرافي
دجنته صروف الليالي
وهذا النسيم القبلي
المشبوه المعاني
ليس سوى سندباد
يربت في خيلاء
على ظهر قط عجوز
ويرسي جواريه المنشآت
بذاكرتي
هذي شمس الآحاد الممضة
تنثر حب الضوء
على ظل الأيام الخوالي
وظل الغد،
ينطح الأفق المتنائي،
يخز جدار النهايات،
يقرع أجراس العودة،
يحزم البحر
أوسمة العشاق
ويأوي إلى غربتي

ويحط الفجر

ويحط الفجر
على كتفي الصنوبرة
يفغر القرش
الجاثم في الغرفة فاه
للأسماك المسحورة
فتحل به لعنتي
ويطير شظايا
عبر زوايا الكابوس المتثائبة
يبدو أننا لن نفترق
رغم طعم الخيبة
هذي المدينة يوم
لا يتلوه غد
قلق لا لون له
كنباح الفكرة
وارتفقت ساعدي
ومضينا إلى الطقس اليومي
بذات التلة
كنا بلا شك
نرنو في حياء
إلى ليلة أخرى
من ليالي العذاب،
لا عذر لصمت يدي
لا عذر لقلبي
ولكن الأمر للروح
والروح طيف سؤال
ووهم جواب