معين بسيسو

1405-1346هـ 1984-1927م

سيرة الشاعر:

معين توفيق سيد خليل بسيسو.
ولد في مدينة غزة (جنوبي فلسطين)، وتوفي في لندن.
عاش في فلسطين والأردن ومصروالعراق وسورية ولبنان وتونس، كما زار العديد من بلدان العالم في مهمات ثقافية.
تلقى دراسته الابتدائية في حي الشجاعية بمدينة غزة، ودرس عامًا واحدًا في مدرسة المطران بعمان، وفي كلية غزة الوطنية درس المرحلتين الإعدادية والثانوية (1942 - 1948)، ثم ارتحل إلى القاهرة، وهناك التحق بالجامعة الأمريكية، فدرس اللغة الإنجليزية (1948 - 1952).
عمل مدرسًا في عدد من مدن فلسطين: غزة، والبريج (مخيم لللاجئين قرب خان يونس)، ومدرسة بني سهيلة في خان يونس حتى عام 1963، وفي عام 1965 رحل إلى بيروت، وذلك بعد تعرضه للسجن مرات عديدة بسبب نشاطه السياسي.
عمل في جريدة الثورة السورية 1967، إضافة إلى كتابته للبرامج المتنوعة للإذاعة السورية حتى عام 1968، وفي عام 1969 سافر إلى مصر ليعمل في جريدة الأهرام، إضافة إلى كتابته للمسرحيات. وفي عام 1972 عاد إلى بيروت ليعمل في إطار المقاومة الفلسطينية، ثم استقر في تونس حتى وفاته.
كان عضوًا في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، كما كان عضوًا في الأمانة العامة لاتحاد كتاب آسيا وإفريقيا.

الإنتاج الشعري:
- صدرت له الدواوين التالية: «قصائد مصرية» - دار الفكر - القاهرة 1954، و«القتلى والمقاتلون والسكارى» - العراق 1970، وصدر له: «الأعمال الشعرية الكاملة» - دار العودة - بيروت 1981، وقد اشتملت على الدواوين الأحد عشر الآتية: «المسافر» - «ديوان المعركة» - «حينما تمطر الأحجار» - «مارد من السنابل» - «الأردن على الصليب» - «فلسطين في القلب» - «الأشجار تموت واقفة» - «قصائد على زجاج النوافذ» - «جئت لأدعوك باسمك» - «آخر القراصنة من العصافير» - «الآن خذي جسدي كيسًا من رمل»، وكانت صدرت تباعًا في دواوين صغيرة.

الأعمال الأخرى:
- له من المسرحيات: مأساة جيفارا - سورية 1969، وثورة الزنج - القاهرة 1970، وشمشون ودليلة - القاهرة 1971، والصخرة - القاهرة 1972، والعصافير تبني أعشاشها بين الأصابع 1973، والأعمال المسرحية - دار العودة - بيروت 1979، وله من الدراسات والقصص:عطر الأرض والناس في الشعر الليبي المعاصر - دار المعيدان - طرابلس 1967، ونماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1970، وأدب القفز بالمظلات - دار الهلال - القاهرة 1972، والبلدوزر - المؤسسة العربية للدراسات - بيروت 1975، وعودة الطائر (قصة للأطفال) - دار العودة - بيروت 1979.
شاعر ثوري، أوقف شعره على قضية التحرر الوطني لبلاده: فلسطين خاصة، وقضايا التحرير في أمته العربية عامة. يسترشد بالموروث الديني والتاريخي مستثمرًا ما له من دلالات ورموز بقصد إسقاطها على واقعنا العربي المعيش كقميص عثمان، وجب يوسف. داع إلى الحرية، وحالم بالخلاص. أضفى تأثره بشعر الثورات العالمية جوانب إنسانية على ما قدمه من رؤى وأطروحات، يميل إلى السرد الذي قاده إلى كتابة المسرح الشعري بعد ذلك. كتب الشعر باتجاهيه: العمودي والجديد الذي يعتمد شعر التفعيلة.
تتسم لغته بقوة العبارة، وجهارة الصوت، وجدة الخيال.

مصادر الدراسة:
1 - بسام علي أبو بشير: معين بسيسو حياته وشعره - أطروحة ماجستير - معهد اللغة والأدب العربي - جامعة الجزائر 1992.
2 - حسن عطية جلنبو: ملامح التراث في شعر معين بسيسو - رسالة ماجستير - جامعة مؤتة - الأردن 1998.
3 - عبدالكريم عناد: معين بسيسو والمسرح الشعري - رسالة ماجستير - الجامعة الأردنية 1985.
4 - عبدالكريم الفتاش: معين بسيسو (1927 - 1984) - الدار الوطنية - نابلس 1995.
5 - مصلح النجار: ظواهر فنية في شعر التفعيلة عند معين بسيسو - رسالة ماجستير - جامعة اليرموك - الأردن 1996.
6 - معدّ يعقوب حجازي: معين بسيسو شاعر فلسطين - دار الأسوار - عكا 1985.
7 - الدوريات:
- عبدالقادر القط: مشهدان من مسرح معين بسيسو الشعري - مجلة إبداع المصرية - العدد (7) - يوليه 1985.
- صحيفة «الثورة» السورية 1967 - 1998.
- صحيفة «الأهرام» المصرية - سبتمبر 1968 - أكتوبر 1972.
- صحيفة «المعركة» من يونيه 1982 حتى سبتمبر 1982.
مراجع للاستزادة:
1 - محمد شحادة عليان: الجانب الاجتماعي في الشعر الفلسطيني الحديث - دار الفكر - عمان 1987.
2 - محمد عطوان: الاتجاهات الوطنية في الشعر الفلسطيني المعاصر - دار الآفاق الجديدة - بيروت 1998.

المعركة

أنا إن سقطْتُ فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاحْ ________________________________________________________________
واحمل سلاحي لا يخفكَ دمي يسيل من السلاح _______________________________________________________________
وانظر إلى شفتيّ أطبقتا على هوج الرياح ________________________________________________________________
وانظر إلى عينيَّ أغمضتا على نور الصباح _______________________________________________________________
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح ________________________________________________________________
فاحملْ سلاحك يا رفيقي واتجه نحو القنالْ _______________________________________________________________
واقرع طبولك يستجبْ لك كلّ شعبك للقتال ________________________________________________________________
وارعدْ بصوتك يا عبيدَ الأرض هبّوا للنضال _______________________________________________________________
يا أيها الموتى أفيقوا إن عهد الموت زال ________________________________________________________________
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حُمر الجبال _______________________________________________________________
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياهْ ________________________________________________________________
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياه _______________________________________________________________
فإذا سقطنا يا رفيقي في جحيم المعركه ________________________________________________________________
فانظر تجدْ علمًا يرفرف فوق نار المعركه _______________________________________________________________
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركه ________________________________________________________________

الأردن على الصليب

أنا مصلوبٌ أغردْ
ولعمان ونابلسَ وإربدْ
وإلى الليل الصديقْ
صار بيتا للمطاردْ
لم يُجِبْ شبّاكه طرقةَ كعبِ البندقيهْ
وإلى شباك ثائرْ
في جحيم «الجفر» مفتوح على أقواس نصرِ
وعلى فردوس فجرِ
ليس ما تبصر عيناك سرابْ
يا أخي المثقل بالأثمار في ريح الخريفْ
يا أخي البازغ في ليل العذابْ
فالسرابْ
حلم سجّانك أن يجني من الأغلال أقراص العسلْ
وبأن يجلد بالقشّ أعاصير الأملْ
وبأن يغرس حتى المقبض الخنجر في قبر «رجاء»
إن سجّانك ما كفّ العُواءْ
طارقًا أبوابك الخضرَ الشهيدهْ
«افتحوا يا أصدقائي الطيبين»!
«واللصوصُ الأربعون»
في حصانٍ من ذهبْ
في تماثيلِ مآذنْ
خائنٌ مرتعش يزحف في أعقاب خائنْ
يلدون العار في ضوء النهارْ
ويقيمون الصليبْ
سمّروا الشارع ما ضمت ذراعاه ظلال اللقطاءْ
وبكفّيه لقد دقّوا السلاسلْ
غير أن الشارع المصلوب ما كفّ يقاتلْ
والمناشير تقاتلْ
ويدٌ من «نقرة السلمان» «للجَفْر» تُلوِّحْ
«سيُفَتّحْ»
«برعمُ الزلزال لا بد يُفتَّحْ»
إيه يا أيتامَ «لورنسٍ» و«شاهًا» قد ترعرعْ
تحت أقدام «أبي حنيكَ» ترعرعْ
يا ثعابين من الخوذة تظهرْ
كلما الحاويَ في «واشنطنَ» الشوهاء صفّرْ
يا خفافيشُ بلا أجنحةٍ ترفع رايات الجريمهْ
امضغي جمر الهزيمهْ
فعلى أبواب عمّان أيادينا ترفرفْ
بأكليل الدماءْ
ويدي صوت يرفرفْ
يا أفاعي، يا أفاعي
سنصبّ السمّ يغلي، وعلى جحر الأفاعي
وسنمضي في الصراعِ
كشراعٍ في رياح الدم نمضي كشراعِ
وسأمضي شامخ الصوت أغردْ
والملايين تغرِّدْ
«ولعمانَ ونابلسَ وإربدْ»

ثلاث كؤوس لأهل الكهف

الكأس الأولى آهْ
سقط الأسد وجرّ النخّاس الأشبالْ
والمخلبُ كالزهرة، والنابُ كعود الريحانْ
يا مَن يرسل في الليل الموالْ
الكرمل ما زال بعيدًا،
والخنجر في ظهر القمر الجوالْ
قلبي انفطرَ على جبل النارْ
هزّ التينة، هزّ الزيتونةَ،
لا تقربْ شجر البارودْ
قرؤوا حتى ابيضّت أعينهمْ،
في الأسفار السودْ
وانسكب مع الليل الموالْ
كبُرت في القفص الأشبالْ
والغابة تحت بساط الشاهْ
الكأس الأولى آهْ
والكأس الثانية المنقوشةُ
في لوح الكرمة آه
سرقوا مصباح علاء الدينِ
وأصبح عبدَ الأشرارْ
يا ولدي الجنيّ الطيبَ
وصديق الفقراءْ
أغرس نابك في قلبي
فالآه على الجرح دواءْ
واحمل مجدافك واتبعني،
ما قُدّر كانْ
يافا ترحلُ، قد هربَ،
بمفتاح البحر الربّانْ
آهٍ من قلب البحرِ
ومن قلبي آهْ
والكأس الثالثة المشؤومة
آه
قد أقبل آذارْ
واستيقظ أهل الكهفِ
وأرخى أذنيه الطبلُ
وفتح عينيه المزمارْ
الشارع في قدميه الأغلالْ
يمشي يا ولدي ألف شعارْ
يرجمه التاجر واللصُّ
وعمر المختارْ
مشنوقًا يتدلّى،
قارورةَ طيبٍ،
يَكسر في قدميه الأشرارْ

القصيدة

سفرْ
سفرْ
موجٌ يترجمني إلى كلِّ اللغاتِ
وينكسرْ
موجًا على كل اللغاتِ
وأنكَسِرْ
سطرًا
سطرْ
سفرٌ
سفرْ
سفنٌ كلاب البحر أشرعة السفنْ
وطنٌ يفتِّشُ عن وطنْ
زمنٌ
زمنْ
الهدهد المخصيّ كاتبهُ
وحاجبه ذبابه
زمنٌ تكون به وحيدًا
كالفراشة في سحابه
يا من يعلمنّي القراءة والكتابهْ
يا من يسمّنني بأشرعتي وأجنحتي
لسكّين الرقابهْ
تحيا الكتابه
تحيا الرقابه
يحيا على فمي الحجرْ
سفرٌ
سفرْ
مطرٌ على الشبّاكِ
في لون البنفسج والخزامَى
مطرٌ على المرآةِ
في لون الدوالي والندامى
مطرٌ على البحر المسيّجْ
زبد وعوسجْ
موجٌ يعبّئ بالنوارسِ
لي المسدسْ
طلقةٌ في القلبِ
نورسْ
يا يازمانَ الماءِ