نجيب سرور

1399-1351هـ 1978-1932م

سيرة الشاعر:

محمد نجيب سرور.
ولد في قرية أخطاب (محافظة الدقهلية)، وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر والمجر والاتحاد السوفييتي.
تدرج في مراحل التعليم حتى حصل على الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق، ولكنه لم يستكمل الدراسة بها وانتقل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية،
حيث حصل على شهادة الدبلوم بعد دراسة استمرت أربع سنوات.
عمل في المسرح الشعبي مدة ليست طويلة.
أوفد إلى الاتحاد السوفييتي مبعوثًا لدراسة الإخراج المسرحي، ولكنه غادره إلى بودابست (المجر) لاستكمال دراسته المسرحية، واضطرته الظروف السياسية إلى
البقاء سنوات طويلة فيها.
عاد إلى مصر وعمل مدرسًا للإخراج في أكاديمية الفنون، ولاتخاذه موقفًا سياسيًا معارضًا فصل من عمله، ومرَّ بظروف صعبة أفضت به إلى مستشفى الأمراض
النفسية حتى نهاية حياته.
أخرج عددًا من العروض المسرحية مثل «بستان الكرز» لتشيكوف، كما مثل دور «أجاممنون» في مسرحية أسخيلوس التي تحمل هذا الاسم.

الإنتاج الشعري:
- له عدد من الدواوين، منها: «التراجيديا الإنسانية» - المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر - القاهرة 1967. - «لزوم ما يلزم» - دار الشعب - القاهرة 1975. - «بروتوكولات حكماء ريش» - القاهرة 1978. - «رباعيات» (انتهى من نظمه 1974). - «فارس آخر زمن» (انتهى من نظمه 1977). - «الطوفان الثاني»، لم يتمه، (صدرت الدواوين السابقة ضمن الأعمال الكاملة - الهيئة المصرية العامة للكتاب - في المجلدين الثالث والرابع)، و«أعمال شعرية عن الوطن والمنفى» - ديوان كتب قصائده في موسكو وبودابست بين 1959 و1963 (مخطوط)، - عن الإنسان الطيب - ديوان كتبه في موسكو فيما بين 1959 و 1963 (مخطوط)، وله عدد من المسرحيات الشعرية، منها:
« شجرة الزيتون» 1958. - «ياسين وبهية» 1965. - «آه يا ليل يا قمر» 1966. (نشرت هذه المسرحيات الثلاث في المجلد الأول من الأعمال الكاملة)، وأفكار جنونية في دفتر هاملت (دراما شعرية).

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المسرحيات، نشرت في أعماله الكاملة منها: يا بهية خبريني (كوميديا نقدية). - الحكم قبل المداولة. - أوبريت ملك الشحاتين. - الذباب الأزرق. - منين أجيب ناس (بالعامية)، وكتاب «هكذا قال جحا» مجموعة من المقالات، وله عدد من الدراسات النقدية، منها: «رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ»: أنجزها عام 1959 ونشر بعضها في مجلة «الثقافة الوطنية» اللبنانية 1959، ثم صدرت في سلسلة «الكتاب الجديد» - دار الفكر الجديد، بيروت 1989، وأعيد نشرها عن دار الفارابي 1991، و«رسائل إلى صلاح عبدالصبور» - كتبها في موسكو بين 1959 و 1963 (مخطوطة)، وأخرج عددًا من المسرحيات لمسارح الدولة، منها: «بستان الكرز» - مسرح الجيب 1964.
«وابور الطحين» - مسرح توفيق الحكيم 1965 - 1966.
تستند تجربته الشعرية على ثقافة واسعة وعلاقة قوية بالتراث الإنساني ورؤية فلسفية عميقة منحته القدرة على التفرد بنظرة متميزة للأشياء، وأن يشكل رؤيته للكون والإنسان في حالات قهره وهزيمته، اتسمت قصائده بطابع التحليل والسخرية التي تصل إلى الكوميديا السوداء، وظّف كل قدراته الشعرية والمسرحية لخدمة
ما يؤمن به من أفكار، يقول مفيد مسوح: «أي موضوع عند نجيب سرور هو مادة يسخرها لربط الأمور وتسليط الضوء على أسباب معاناة الناس والظلم والاستغلال والتخلف». نظم الموزون المقفى، كما كتب قصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر.
عدّ بعض النقاد مسرحيته الشعرية «ياسين وبهية» قصيدة طويلة، أو قصة شعرية أو ملحمة شعبية، وقد أطلق عليها المترجم له: رواية شعرية!!

مصادر الدراسة:
1 - أمين العيوطي: مقدمة المجلد الأول من الأعمال الكاملة - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة.
2 - خيري شلبي: الشاعر نجيب سرور - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1989.
: نجيب سرور... مسرح الأزمة - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1992.
3 - عصام الدين أبوالعلا: مسرح نجيب سرور - التوظيف الدرامي لأشكال الأدب الشعبي - مكتبة مدبولي - القاهرة 1989.
4 - محمد السيد عيد: التراث في مسرح نجيب سرور - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1990.
5 - موقع الشاعر على شبكة الإنترنت: ..
6 - الدوريات:
- صافيناز كاظم: آه يا نقد... يا نجيب سرور - جريدة الشرق الأوسط - العدد (9618) - لندن 29 من مارس 2005.
: ماذا قال نجيب سرور في ملك الشحاتين؟ - جريدة الشرق الأوسط - العدد (9632) - لندن 12 من أبريل 2005.
- مفيد مسوح: نجيب سرور الفنان الرقيق.. المناضل العنيد «عاقل رغم أنوفكم» - ://../
- هدى وصفي: قراءة نقدية لثلاثية نجيب سرور - مجلة فصول - العدد الثالث - المجلد الثاني - القاهرة يونيو 1982.

ترنيمة عن أسد

كانت الغابة تبدو في المغيبْ
مثلَ زنجيٍّ جريحٍ يحتضرْ
عندما عاد إلى باب العرينْ
زاحفًا
ساحبًا نصفًا بنصفْ
ونُهيرًا من دماءْ
موشكًا من طول نزفْ
أن يجفْ
وانثنى لملم بعضَهْ
فوق بعضِهْ،
ورمى الطرّف سهامًا في المدى
وتداعت نفثات الذّاكرهْ
أن عينًا لم ترهْ،
غير عين القُبَّرهْ،
فوق أعلى شجره
لم يئنْ
كان يدري أن عينًا ترقبهْ
هي عين القبّره
ليس عارًا أن تراهُ
ممزَّقًا لكن كل العار في شرع الأسودْ
أن يئنُّوا
أو يُروا باكينَ ماذا يتبقّى للطّيورْ؟
ربّما لو كان وحده
ربّما لو لم تكن عينٌ هناكْ
ترقبهْ
ربما كان يئنُّ،
كان يبكي ربّما
فهو يدري أنه الآن يموتْ
كلُّ حيٍّ يكره الموت ولكن كلّ حيٍّ يكرهُهْ
قدرَ ما في كل حيٍّ من حياةٍ
وهو حيْ
هو ليثٌ وجريحٌ وكسيحْ
ليس ذئبًا
ليس كلبًا
ليس صرصورًا ذبابهْ
ليس أفعى أو بعوضهْ
ولهذا كان يبكي ويئنْ
دون أن تفلت من عينيه دمعه
دون صوتْ
هكذا شرع الأسودْ
أن يموتوا مثلما «بوذا» بصمتْ
ها هي الشّمس تموتْ
في غدٍ سوف تعودْ
تسأل الأحياء والأشجار والأشياء عنهُ
مرةً أو مرتينْ
أو مئه
لا يهمْ
ثمّ ماذا؟
ثمّ تنسى
وتموتْ
لتعودْ
دون أن تسأل عنه
غير أن القبّره
ولكلِّ القُبَّرات
سوف تحكي ما حدثْ
باختصارٍ
وابتسمْ
ربما آخر بسمه
هذه الشّمس الكبيره
عجبًا ليس لها عقلٌ كعقل القبّره
ولهذا فهي لا تملك حتّى ذاكره
ولهذا فهي تنسى كلَّ شيءْ
ما الحكايه؟
وحدها كانت هناكْ
فوق أعلى شجره
عندما جاء الذّئابْ
كان في قلب العرينْ
فخرجْ
جاء في الغاب الزّئيرْ
كالنّذيرْ
إنه يكره أن تعوي الذّئابْ
قريةٌ حول العرينْ
مثلما تكره أفعى تتلصَّصْ
قربَ أعشاش الطّيورْ
هي تلك القبّره
ولهذا هي تفهمْ
كيف يغضبْ
ولماذا؟
فالأفاعي للجحورْ
والذّئابْ
للبراري والصّحاري
هكذا اهتزَّ المدى
بالزّئيرْ،
كادت الغابة تسقطْ،
كادت الشّمس تقفْ،
فهنا سوف تكون المعركه
الذّئابْ
والأسدْ
لم تكن أوّل مره
لا وليست في حساب الشّمس شيئًا،
ولهذا كادت الشّمس تشيحْ
لتسيرْ
ثمّ من باب الفضولْ
نظرت للأرض نظرهْ
«يا خبرْ
هو وحدَه
والذّئابُ بالألوفْ
يا ترى هل ينتصرْ
هذه المرة أيضًا؟
مستحيلْ
مستحيلْ،
وانتصرْ
هذه المرّة أيضًا
ثم عاد
عاد يزحفْ
ساحبًا نصفًا بنصفِ،
ونهيرًا من دماءْ
موشكًا من طول نزفِ
أن يجفْ
كانت الغابة تبدو في المغيبْ
مثل زنجيٍّ جريحٍ يحتضرْ

من قصيدة: كلمات في الحب..

آمنتُ بالحب مَن فيه يُباريني ________________________________________________________________
والحبُّ كالأرض أهواها فتنفيني؟ _______________________________________________________________
إني أُصلِّي ومحرابُ الهوى وطني ________________________________________________________________
فلْيُلحدِ الغيرُ ما غيرُ الهوى ديني _______________________________________________________________
ما للهوى من مدًى ________________________________________________________________
فاصدحْ غرابَ البينْ _______________________________________________________________
هذي غُمود المدى ________________________________________________________________
أين الـمُداوي أينْ؟! _______________________________________________________________
الوجدُ يلفحني لكنه قدري ________________________________________________________________
يا نارُ لا تَخمدي باللّفحِ زيديني _______________________________________________________________
أنا الظّما إن شكا العشّاق من ظمأٍ ________________________________________________________________
شكوتُ وَجْدي إلى وجدي فيرويني _______________________________________________________________
جاء الطّبيب وقالْ ________________________________________________________________
«أنا العليل أنا» _______________________________________________________________
يا فرحة العُذّالْ ________________________________________________________________
فمن أكون أنا؟ _______________________________________________________________