هاشم صاحب

1402-1349هـ 1981-1930م

سيرة الشاعر:

هاشم صاحب علي الكاظمي.
ولد في بغداد، وتوفي في بيروت.
عاش في العراق ولبنان.
أتم دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس ضاحية الكاظمية (بغداد) (1936 - 1947)، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة بغداد وتخرج فيها محرزًا درجة البكالوريوس في القانون عام 1951.
عمل - بداية - في مجال البناء والنسج، وبعد تخرجه من الجامعة عمل بالمحاماة في دوائر العدالة ببغداد (1951 - 1978)، ثم غادر العراق إلى اليمن، وهناك عمل مستشارًا في وزارة الثقافة اليمنية حتى زمن رحيله.
كان عضوًا في اتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين ببغداد.
عرف بمناهضته لنظام الحكم في العراق إبان 1963 مما دعا السلطات آنذاك إلى مطاردته والحكم عليه بالإعدام، ثم بتخفيف الحكم إلى المؤبد، وظل مراقبًا حتى عام 1968، ثم اضطر إلى مغادرة العراق.

الإنتاج الشعري:
- له عدد من القصائد المخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- صدر له كتاب: «في سبيل وحدة طلابية» - مطبعة المعارف - بغداد 1959.
ما أتيح من شعره قليل، كتب على نسق قصيدة التفعيلة، وقد اعتمد الدوال الرمزية وسيلة للتعبير: الطفل والريح وآذار، حالم بسلام العالم، ومستعد لتحمل الآلام في سبيل إبلاغ رسالته، وكتب معبرًا عن انحيازه لعالم البراءة المتمثل في الطفولة، اتسمت لغته باليسر مع ميلها إلى الرمزية، وخياله جديد، التزم النظام السطري إطارًا في بناء قصائده.

مصادر الدراسة:
1 - كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969.
2 - الدوريات: صباح نوري المرزوك: هاشم صاحب والحركة الوطنية العراقية - جريدة الصباح - العدد (110) - 13/2/2006.

صغيرتي المدللة

نامي أيا قرنفلهْ
نامي المساءَ أكمَلَهْ
نامي على ترنيمتي
وقصتي المسلسلَهْ
واستيقظي مع الصباحِ
زهرةً وبلبُلهْ
دوري كما يدور ماء النهرِ
والساقيةُ المهلهلهْ
وزغردي في بيتنا
مثل العصافيرِ
وكوني حلوةً كسنبلهْ
تنقَّلي من غرفةٍ لغرفةٍ
وفتِّحي الستائر المنسدله
يا طفلتي
نامي غدًا آتيك
بالمدائن المحمَّله
باللعب الحالمة العينينِ
يا صغيرتي المدللهْ
وبالسلام في غدٍ
نهارُه ما أجملَه

الطفولة والشاعر

لا تقربي منازل الأطيارِ
من أعشاشها،
فيذعر الصغارْ
لا تقطفي الأزهارَ
عند مطلع النهارْ
لأن في أعماقها
تختبئ الأسرارْ
لا تلعبي بالنار يا صغيره
أخاف أن تحترقَ الشرائط البيضاءُ
والضفيرهْ
أخاف أن تحترق الصغيرهْ
لا تطفئي النجوم في السماءْ
فتزعل الأطيارْ
لا تقربي الشاعر في عزلتهِ
لأنه مستلهمٌ قصيدَهْ
وأنتِ في أبياتها
القافيةُ الوحيدَهْ

ملعبنا الكبير

مثل الفراشات نطيرْ
ومثل آلاف العصافير
وفوح الزهرِ
عند ضفة الغديرْ
نحطُّ أو نطيرْ
نحطُّ أو نطيرْ
نصخب أو نلعبُ
نجيء أو نهربُ
نرقص أو نطربُ
للوطن الكبيرْ
لأمنا لبابا
لكل أصدقائنا
لكل حقلٍ أخضرٍ
نطيرْ
لكل بيتٍ مشمسِ
لكل بيتٍ مؤنسِ
نظيرْ
يا وطني يا وطني
يا أجملَ الأشياءِ
يا ملعبنا الكبيرْ

ميلاد

من يومِكَ الأوّلِ
لم تلفّكِ الأقماطْ
ولم تزيّن أذْنك الأقراطْ
ولم تكن مدلّلاً
يلهو بك البلاطْ
وكنتَ،
منذ يومك الأول كالمسيحْ
توضح عن رسالةٍ
تقول
«في الناس المسرّة
وعلى الأرض السّلامْ»
وهالة النور الذي حولكَ
كالسّهامْ
مزَّقَتِ العتوَّ والظلامْ
ولم تزل تعلِّمُ
لن تكلَّ،
لن تهدأَ،
لن تغمِضَ عيناكَ،
ولن تنامْ
وألفُ مرّةٍ صُلِبْتَ،
يا مسيحُ
ألف مرّةٍ
ولم تزل تُعرِّش الحياه
في قلبك البرعمُ
ما مال مع الريحِ
ولم يغيّر دربَهُ
ولن يبدّل اتجاه
فأنت بين إخوانكَ
أكبر من آهْ