يوسف المغربي الـحَسَني

سيرة الشاعر:

يوسف بدرالدين عبدالرحمن الحسني المراكشي.
ولد في مدينة مراكش (المغرب) - وتوفي في دمشق.
عاش في المغرب ومصر وسورية والمدينة المنورة والآستانة.
ولد في المغرب ونشأ في مصر، وأخذ عن مشاهير العلماء بالجامع الأزهر.
حفظ القرآن الكريم على طريقة التجويد والإلقاء، ثم انتقل إلى دمشق، وأخذ عن بعض علمائها أيضاً.
وهو والد المحدث الأكبر بدر الدين الحسني.
عمل بالتدريس في الجامع الأموي بدمشق، وفي مدرسة دار الحديث التي فتحها وأسكن بها الطلبة (1853م)، إضافة إلى وعظه بمساجد ريف دمشق متجولاً، مع هذا كان كثير الأسفار إلى المدينة المنورة بقصد الزيارة.

الإنتاج الشعري:
- له مطولة بعنوان «التحديث عن نازلة دار الحديث» - في أربعمائة بيت، وقصيدة نبوية بعنوان «عريضة الابتهال» - في ثلاثمائة بيت، وله تخميس للامية ابن الوردي.

الأعمال الأخرى:
- له مؤلفات، منها: «نظم درة الغواص للحريري»، ومنظومة في فن الرسم العربي وشرحها بعنوان «كشف النقاب عن وجوه مخدرات الطلاب»، و«فتح القدير» (شرح على مولد الدردير).
شاعر فقيه عالم، سخر شعره للمديح النبوي، ونشر المواعظ، وسرد قصة دار الحديث وما تعرضت له من محنة كادت تعصف بها، وله في الإخوانيات والمكاتبة إلى أصدقائه شعر. وقصائد في مدح الأمير عبدالقادر الجزائري، وله أنظام علمية وفقهية، وتخميس على شعر غيره، خاصة تخميسه على لامية ابن الوردي، وصفه أحمد تيمور باشا قائلاً «أما نظمه فكثير جدًا مع حسن صياغة وإبداع تفرد بهما في عصره»، وصنفه دارسوه مع شعر العلماء».

مصادر الدراسة:
1 - أحمد تيمور: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث - منشورات لجنة المؤلفات التيمورية - القاهرة 1967.
2 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
3 - عبدالرزاق البيطار: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر (جـ3) - (حققه وعلق عليه محمد بهجة البيطار) - دار صادر - بيروت 1993.
4 - محمد أديب تقي الدين الحصني: منتخبات التواريخ لدمشق - منشورات دار الآفاق الجديدة - بيروت 1979.
5 - محمد جميل الشطي: أعيان دمشق في القرن الثالث عشر ونصف القرن الرابع عشر - دار البشائر للطباعة والنشر - دمشق 1994.
6 - محمد رياض المالح: عالم الأمة وزاهد العصر العلامة المحدث الأكبر بدرالدين الحسني - دمشق 1977.
7 - محمد مطيع الحافظ، ونزار أباظة: علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري - دار الفكر - دمشق 1999.
مراجع للاستزادة:
- أحمد قدامة: معالم وأعلام - القسم الأول: القطر السوري - مطبعة الأديب - دمشق 1965.

من قصيدة: باب القبول

بابُ القَبولِ لهذا الخَتْم قد فُتحا

فلاحَ من يُمْنِه بدرُ السعود ضُحَى

وهَبَّ من روضةِ الرضوانِ عارفةً

أضحى بها القلب مسرورًا ومنشرِحا

أما ترى السعْدَ قد لاحتْ بشائرُه؟!

وطائر اليُمْنِ في أدْواحِه صدَحا؟!

وهذه أوجهُ الإقبال مُسفرةٌ

والوقتُ بالبِشْر والآمال قد سمحا

اِسألْ إلهَكَ ما ترجوه من أملٍ

واضرَعْ إليه فوجْهُ القُرْب قد وضحا

وابسطْ يدَيْك إلى مولاكَ مُبتهلاً

فإن مَنْ أمَّ بابَ الله قد نجحا

إن البخاريَّ معلومُ الإجابة في

ما أمَّهُ المرْءُ في إقْرائِه ونحا

فما توسَّلَ محزونٌ به ورَجا

إلا وأبدلَ من أحزانه فرحا

ولا تلاه لكشْفِ الضرِّ ذو حرجٍ،

إلا تباعدَ عنه الضرُّ وانفسَحا

ولا تقرَّبَ مكروبٌ لخالقه

بِسرِّه مخلصًا إلا اغتدَى فَرِحا

ولا تنفَّس من أنفاسِه أرَجٌ

إلا أتى فرجٌ باللُّطف مُنفتِحا

فالْهجْ به ورُواةٌ فيه قد وصلوا

به حديثَ رسول الله مُتَّضِحا

هم الأئمّةُ تُجْلَى كلُّ داجِيةٍ

بنورِهم وهمُ الأقطابُ والصُّلَحا

وهم أولو القُرْبِ في دنيا وآخرةٍ

والسادةُ القادةُ الهادون والنُّصَحا

أهلُ الحديثِ حُماةُ الدين تابعُهم

في متْجرِ الحقِّ والتحقيقِ قد رَبِحا

فازوا بدعوةِ خيرِ الخلْقِ ما وُجِدوا

إلا ونورُ الهدى من وَجْهِهم لُـمِحا

رَوَوا حديثَ رسول الله عن زُمَرٍ

غضّاً طرِيّاً عليه الصدقُ متَّضِحا

وقد نفَوا كلَّ شكٍّ عن شريعَتِه

فأرغموا أنفَ مَنْ للشكِّ قد جمحا

جزاهمُ اللهُ خيْرًا عن نبيِّهم

ودينِه وحَباهم أجرَ من نَصحا

وقد تسامَى ابنُ إسماعيلَ في شرفٍ

بهم فنال العلا والفخرَ والـمِدَحا

أدَّى إلينا صحيحًا من حديثِهم

بجامعٍ فاقَ ترتيبًا ومصطَلحا

آتاه مولاه أجرَ المحسنين فقد

أهدَى المحدِّثَ عِقْدًا ما له طَمحا

قد اعتَنى كلُّ ذي دينٍ وذي رَشَدٍ

به فحازَ به التقديمَ والـمِنَحا

من قصيدة: إظهار الحق

أشكو إلى الله ما لاقيتُ من هَمَجٍ

ما دأْبُهم غيرُ حُبِّ الجاهِ والتِّيهِ

لم يرقبوا اللهَ في سرٍّ ولا علنٍ

بل حاربوه وخاضوا في معاصيه

فالخيرُ فضلٌ من المولى يهمُّ به

والشرُّ للنفسِ لا للهِ نَعْزيه

من جرَّبَ الدهرَ لم يركنْ إلى أحدٍ

وما سوى الله فالتَّغييرُ لاقيه

أغرَّكم أن حلْمَ الله أمهلَكم؟

أليس للبيت ربٌّ سوف يَحميه؟

ماذا دهاكُم هدمْتُم ما بنَتْ يدُكم

أيهدِمُ البيتَ بعد البَذلِ بانيه؟

وإن تَعُدْ عقربٌ فالنَّعلُ حاضرةٌ

ومن يُقِمْ رأسَه فالصَّفْعُ يُدميه

أخذتُ علميَ عن شُمٍّ جهابذةٍ

وكلُّهم أثبتوا فضلي بتنويه

ذِكْري جميلٌ لدى من كان يعرفُني

سلْ عنه مَنْ شئتَ بالتفصيلِ يُنهيه

يا نجل فاطمة الزهراء

بِكَ المسرّاتُ قد نالَتْ أمانيها

يا نعمةً!! ما لها شيءٌ يُدانيها

إن كان عيدًا لها تهنَا بموسِمِه

فالعيدُ كَوْنُك يا أقصى أمانيها!!

يا نجلَ فاطمةَ الزهراء!! مَنْ فَضلَتْ

طُرّاً نساءَ الدُّنا مَنْ ذا يُضاهيها!

إني أهنِّيك بالعيد المبارك بل

بكوْنِ مثلِك في الدنيا أهنِّيها

نعم!! أهنِّي دمشقَ الشام إذ ظفرَتْ

بمثلِكَ الآن تغدو في ضواحيها

لما بدا وجهُكَ الأبهَى بساحتها

ترادَفَ الخيرُ فيها مَعْ نواحيها

لاسيَّما - سيدي - ما كان مُدَّخرًا

من فَكِّ دارِ حديثٍ من خَناقيها

بك استنارَتْ وأحيا الله مرْبعَها

لما تلوتَ البخاري وَسْطَ ناديها

تلاوةً ما سمعْنا مَنْ تلاه بها

من عهدِ يَحيى النَّواوي في مغانيها

فاشكرْ إلهَكَ إذ أولاك منه يدًا

ليسَتْ لغيرِك جلَّ اللهُ مُعطيها