يوسف حبي

1421-1357هـ 2000-1938م

سيرة الشاعر:

فاروق يوسف حبي.
ولد في مدينة الموصل (شمالي العراق) وتوفي في محافظة الأنبار.
قضى حياته في العراق وروما وزار عددًا من الدول العربية، منها: الأردن وسورية، والدول الأوربية، منها: ألمانيا وإنجلترا والنمسا وفرنسا.
أنهى تعليمه قبل الجامعي في مسقط رأسه، ثم قصد روما والتحق بالجامعة (الأوربانية) فدرس الفلسفة واللاهوت وتخرج فيها، ثم درس القانون الكنسي في جامعة (اللاتران) بروما ونال منها الدكتوراه عام 1966، كما حصل على دبلوم في وسائل الإعلام من جامعة (بروديو)، وأخرى في الاجتماعيات من معهد (جيسك) بروما 1966، وأتقن عددًا من اللغات الأجنبية والشرقية القديمة.
تولى مطرانية الكلدان في بلاده، في الفترة من (1966 إلى 1980)، وعمل أستاذًا في جامعة الموصل خلال (1975 - 1981)، في المعهد الشرقي بروما عام 1983، وعين عميدًا لكلية الفلسفة واللاهوت بروما عام 1991، واستمر في تقلده للعديد من المناصب والمهام حتى وافته المنية إثر حادث مروري.
كان عضوًا في عدد من الجامعات والهيئات العلمية والثقافية، منها: جمعية القانون الشرقي 1975، وجمعية التراث العربي المسيحي والدراسات السريانية 1984، وفي مجمعي اللغة العربية في الأردن ودمشق 1980، واتحاد المؤرخين العرب وجمعية الفلسفة العراقية، والجمعية الدولية لتاريخ الطب في باريس، ومجمع اللغة السريانية 1972 والمجمع العلمي للعراق 1979.
أسهم في تأسيس مجلة (بين النهرين) الموصلية، وشارك في رئاسة تحريرها، كما شارك في كثير من المؤتمرات في بلده وفي بعض البلاد العربية ، والأوربية.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «ملحمة الثمانين» - دار الشؤون الثقافية العامة - وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1986.

الأعمال الأخرى:
- له عدد كبير من البحوث والمقالات، كتب بعضها بالفرنسية ونشرت في مجلات عربية وأجنبية، وعدد كبير من المؤلفات أغلبها في مجال الدراسات الحضارية واللغات منها: «الدير الأعلى وكنيسة الطاهرة مريم» - 1966، و«حنين بن إسحاق» - 1974، و«دير مار كوركيس ودير الربان هرمز» - 1977، و«الإنسان في أدب وادي الرافدين» - 1980، و«حقق كتاب الدلائل للحسن بن بهلول»، وترجم كتاب: «رحلة أوليفيه إلى العراق» إلى اللغة العربية، كما وضع فهارس المخطوطات السريانية في العراق في عدة حلقات.
اهتم بالتجديد في شعره شكلاً ومضمونًا، فقصيدته مرسلة متحررة من الأوزان والبحور التقليدية، وجمله وكلماته موزعة على السطر الشعري لتمنح القارئ إيقاعًا بصريًا، وفي موضوعاته نزعة إنسانية جارفة، وميل إلى التأمل والتحليل الفلسفي، ينم على إيمان بوحدة الوجود، وحس متفائل بشيوع السلام والمحبة بين البشر، متأثرًا بنهج الفلسفات اللاهوتية والشرقية القديمة، كما أفاد من الأسطورة والتاريخ، والسرد القصصي، لغته سلسة حاضرة وبلاغته مطروقة. يتجلى اعتزازه بالانتماء إلى حضارات العراق (بابل وأشور وسومر) ويستدعي أقدم أساطير الحضارات القديمة (أسطورة جلجامش) كما يستخلص منها خبرة بشرية باقية وتفاصيل فنية ذات تأويلات مجازية.

مصادر الدراسة:
1 - صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين العراقيين - بيت الحكمة - بغداد 2002.
2 - صباح ياسين الأعظمي (إعداد): المجمعيون في العراق (1947 - 1977) - مطبعة المجمع العلمي - بغداد 1977.
3 - ملفه الخاص في المجمع العلمي العراقي.

لقطات تتكرر

حزينًا، شريدًا
ألفاكَ، حبيبي
يوم لا تلقَى صيدا
وفي البعيد، البعيد
لا أثر لطيرٍ
لا أرنبًا، لا ورده
لا فتاةَ أحلامْ
حقولُ ألغامْ
وأرضٌ حرامْ
ابتسمتَ، وتمتمتَ
«صيدًا آخر أنشد
يا حبيبي»
أولُ الكلّ
آخرُ الكلّ
الأكبرُ أصغر
خادمٌ للكل
كلنا إخوة
وماءُ الحياةِ يروينا
فكان اللهب
أشعلتُ نورنا عاليًا
لا أوَّل، لا آخر
أخطرُ موضع
لأكبر القوم
المخلصُ المحقّ
من يعطي أكثرْ
غفلةُ الجندي
غفلةُ الآمرْ
«أنا أنا أولاً»
واندفعتَ عزْمًا، غضبًا
تقارع الحديد
تصدّ البركان والطوفان
تتحدّى الأقسى
لم تلدِ الأمّ
أقلَّ من بطل

سر النجاح

- عيناه لسعتانْ
وجهُه الأغبرُ
ضربةُ مِعول
عيناهُ حربتان
لسعتان
والشاربانِ نبال
- عنيدان
شوهدُتما معًا
غيرَ مباليين
بالأعينِ، بالألسن
وأخيرًا في المتاريس
متمرِّدَينِ، عنيدين
مدجَّجينِ بالسلاح
ترفضان الخنوع
وأنصافَ الحلول
تحت أعمدةِ الهياكل
تتعانقان

جديد كل يوم

يا ريحًا تعصفُ الغضَب
والأرضُ طين
قبسٌ يقفز جذلا
يحفر رأسَ صخر
بالساعد، بالصدر، بالفم، بالأسنان
ليلةَ عرس
ونيرانُ العدوِّ حمم
تخمدُ سراعا
على سرير الحب - الغضب
فتطبع الشمسُ قبلتها
على الجبينِ
كلَّ مساء
كلَّ صباح
أَنهلُ اللبن والعسل
كما في فردوس
وأسبح في دنيا العجائب
كطفلٍ صغير
أمنيةٌ دائمة
أن أظل جائعًا
أن أظلَّ ظمآن
هنيئًا، حبيبي