الـــوجـــــــــه الآتــــي |
سافرْ إن شئت |
واجدل حيث الريح تغني.. |
كل ضفائرها المنسابة في ركْض الطرقات, |
وتناديك جناحَ براق |
وارسم خطوك شدواً |
وتراتيل هيام, |
أو سيمفونية وجْد..! |
مازالت كل مواسمك المجهولة.. |
وجهاً للزمن القادم.. |
.. واجعل فرح الآتي |
عنوان الساعات الممهورة بالصبر الطالع.. |
.. عبْر محطات التعب الكائن في ذاتك.. |
.. أو في عرس الأوقات المنسوجة من عرق جبينك.. |
.. من جهد يمينك, |
فالوجه الآتي حلو أو مرّ هو أنت |
سافر إن شئت..!! |
أنت المنطلق الآن |
تعرف كيف تقاسمنا أوسمة البرد.. |
وأنفاس الحر.. |
وما زلنا |
نخلا يشمخ أو زيتونا لا يعرف صدأ الأزمان..! |
مهما فاكهة الهمّ تمطت |
أضحت داليةً, نقطف منها حباً أو كرها |
أدمنَّا ذلك.. عتَّقنا الأحزان..! |
وخوابينا حنجرة ومآق وقلوب |
يسكنها صوت ومرايا وحياة |
فالنبع النبض الكلمات |
معجمُ عشقٍ |
نقرأُ في أولى الصفحات |
ترجمة للأطفال الآتين على طرق |
وتراجم عن أسماء تأتي, |
وعصافير تعيش بلا أعشاش |
وهديل حمامٍ يأتينا من قنوات (التلفاز) طيوفاً...! |
ما عادت حتى الأزهار أو الأشجار تخبئ فرخ حمام |
حتى الأطفال بصدقٍ عفويٍّ |
يتبارون لفك حصار |
قدّمه (التلفاز) رهان طفولتهم...!! |
وا عجبي.. زهر الرمان يشيخُ ويبقى |
كالصبار |
والدفلة تكبر.. تشرب من وقع مرارتها |
وتظل تكابر..! |
لكنّا مارسنا الغزل المجاني.. |
طقوس التعديل على أوجاع حدائقنا..! |
سافرت الأزهار وما غنّت |
ما عادت بوح قصائدنا; |
حتى النحل البري تغرّب عنا |
ماذا في سرّ الأرض.. |
وماذا في وجه الأرض.. |
وملح الإنسان..?! |
سافر إن شئت |
فالوجهُ الآتي حلوٌ أو مرٌّ هو أنت..!! |
فالغابات ارتسمت في عينيكْ |
وانتشرت في الأحداق |
شهدتْ كل الأشجار عليكْ |
كتبت اسمك في الأوراق |
بصماتك شاهدة.. |
تعلن أنك في الظلّ هنا |
في الغصن هنا |
فـي الجذر هنا |
ما زلت تراهن? |
اسأل عينيك, فأنت ظلال العشق الممتد ـ مكاناً ـ |
وظلال العشق الممتد - زماناً - |
وتظلُّ تراهن?! |
|
سافر إن شئت |
وتغالبك الأمواج هدأتْ |
ركضت في الذات خيول الزمن الآتي |
ظلّك أجهدهُ الركض تلاشى |
ومضى الظلّ سقطتْ |
ونهضتْ |
ظمئتْ فيك عيون |
وتجهّمتَ كثيراً |
كثُرتْ في العين هموم, وحلُمتْ |
- لم لا تركب ريحاً وتسافرْ |
مازلت تكابرْ?! |
وتجهّمت |
جاء الأطفال إليكَ يغنونْ |
رسموا دائرة من فرحٍ .. رقصوا |
وابتسمت في العشق عيونْ |
وأفقت |
وعصافير على الدوح تبوحْ |
ضمدت فيك نزيفاً وجروح |
وتبسمتْ |
مابالك تركض في غابٍ |
لا ترحلْ |
فالظّل القادم أنت |
وعيون صغارك تنظر نحوك.... |
... فاكتب في عمق محاجرهم |
أنك مازلت |
من كتب الفصل العاشق للنور...!! |