أحمد عنتر مصطفى
  • أحمد عنتر مصطفى محمد (مصر).
  • ولد عام 1944 في محافظة الجيزة بجمهورية مصر العربية.
  • حاصل على دبلوم المدارس الثانوية التجارية.
  • يعمل فاحصاً وباحثاً بإدارة النشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • نشر بعض قصائده في الصحف والمجلات المصرية والعربية كالآداب, والموقف الأدبي, والأقلام, والفيصل, والحرس الوطني, والمجلة العربية, ومواقف عربية, والطليعة, والجمهورية.
  • يكتب - إلى جانب الشعر ـ المقالة النقدية.
  • دواوينه الشعرية: مأساة الوجه الثالث 1981 ـ مرايا الزمن المعتم 1983 ـ الذي لايموت أبداً 1984 ـ أغنيات دافئة على الجليد1985 ـ حكاية المدائن المعلقة 1986 ـ أبجدية الموت والثورة (قصيدة طويلة) 1992.
  • مؤلفاته: كائنات وترية.
  • عنوانه: 16 شارع خالد بن الوليد ـ العمرانية الغربية ـ الجيزة ـ مصر.


البــراكــــــــــــين

البراكينُ لا تستقرُّ عليها الوسائدُ,

هم ينقشون على الماءِ أحلامهم,

يبتنون من الوهْمِ أيامهم...,

يحرثون البحارَ....,

وحين تثورُ الزلازلُ.. لاشيء يبقى..

سوى قبضة الشعب حول الرقابْ

وانطلاق الأعاصير من رئة المستكين,

وفي نبرات جموع الغضابْ

والبراكينُ تحترفُ الصمتَ,

لكنَّها لا تموتُ,

وتعرف عن قشرة الأرض ما يجهل العلماء الأساطين

والسادة الخبراء, وتعرف ميقات تفجير أحلامها,

وكيف يتمّ التزاوج بين الحقيقة والنار...,

في مهرجانٍ تقوم على جانبيه الحِرابْ...!!

إذن...

فيمَ يبتسم الحالمون بقهر الشعوبِ,

وكيف غَفَت فوق حلم الغنيمة عينُ الذئاب?!...

زيـــارة أخــيرة لقــبـــو العائــــلة

أعرف الآن أن الزمان انتهى للبلادة;

والشجرَ المتفَيّأَ للظلِّ..,

إذ تُوغل الفأس في روحه..; ينتهي للحرائق..,

أو ينتهي للبيوت رفوفاً.. موائدَ..;

...( ..ليس أراجيح للطفل في الزمنِ المعدني....)

وأذكرُ آخر نايٍ سمعت...; وكان بقريتنا في مساءٍ بعيدٍ...

بعيدٍ....,

.. (.. وكانتْ على حالها...;

لم يمرَّ قطارُ الضجيج على روحها بعد..;

لمْ تكُ أكبادها النازحاتُ إلى مدن الأرض طارت...

ولا النازفات دم العمر.. عادت..)..

وكان شجياً.. حزينا

آهِ ... كيف تسلَّل مُرتحلاً في الدماء..

ومرتدياً جسدي; وافترس اللحم طينا..!!

كان يورق في القلب

يمتد في غسق الأمسيات, ويبقى دفينا

كيف, والذكريات تشيخ استكن إلى الروح منزويا

حيث ظل جنينا?!

... ظلُّنا هذه الأرضُ..; يتبعنا..;

ظلُّنا الأرضُ.. تأخذ شكل الرصاصة حينا..

لتخترق القلب.. فينا

هل لنا أن نفرَّ قليلاً...;

ونأوي إلى جبلٍ لايطاوله الماءُ..; نذعن للذكريات..

نهذِّب أمنية الروح شيئاً.. فشيئاً...; وندخُلُها آمنينا..

إنه الحلم إذ يتشكَّلُ فينا.. ويعصي على الموت...;

يلبس من زبد الوهم بعض شفوف الغلائل...;

لكنه يتحدى اليقينا..

هو العمرُ...

أعرف كيف ارتمى سرْب أيامه في الشراك...;

وها هي بعض الظباء يراودها الماءُ..; تهفو حنيناً..

وأنجو بها..

رُبما النبعُ كان كمينا..!!

أيها الشبحُ المستحيل...

قال لي حارس الليل: إنك كنت هنا..;

وارتقبتُ ثلاث ليالٍ حُسوما..;

وأومأتَ لي.. فتبعتُك مستَلَبا مستكينا..

وها أنت تهبط بي درج الروح..;

ياسيدي, نحو مملكةٍ منْ غبار الصهيلِ

وتعرج بي لمقام الغواية,

تفرط بين يديَّ من الإرث لغواً مهينا:

[.. ذُبالةَ مجٍد أثيلْ

صورة في إطار قديم لجدٍّ تمدد شاربهُ .. كالفتيلْ

خنجرا صدئاً.. وجرابا لسيفٍ كوشمٍ;

على حائطٍ وسمتهُ الشروخُ...;

بدا لوحة تتقاطع فيها الخطوط..

عباءة شيخ, مرقّعة, تتهدَّلُ منها الخيوطُ..

قناديلَ زيت; وتحميلةً للتواشيح في مقطعٍ منْ عويلٍ

ومسبحة لأبي;

حيث كانت أصابعه حول حباتها تستدرُّ السماءَ;

وحقّا من العاج فيه بقايا السَّعُوطْ

قناعاً لأمي; وقدْ وفد الضيف...;

ثَمَّ أرائك ساخت قوائمها.. ورفات لعزٍّ قديم;;

بقية عشب طفت في رغاء السُّيُولْ...]

آه..,ياذلك الشبحُ المستحيلْ

أنت توجتني بالسَّراب النبيل.. سنينا..

وفي وحشة القبو.. خلَّفتني..

أعاني رطوبة هذا الفراغ المسمّر..

وحدي ..., سجينا...!!

من قصيدة: المــرايــــــــــا

هذه الأرض ليست لنا

والدموع التي سوف نذرفها في الحنين إليها دم الشعراء;

وأولُ ماصادفته القوابلُ منا...,

ومنتصف الموتِ قهراً...,

وآخر ما أَنجب الحزنُ بعد مضاجعة الروح فينا...,

وذروة ما ينضح النبعُ من كبرياءْ...

هذه الأرض ليست لنا.. والعزاءْ

دائماً نحن مغتربون عليها...,



أحمد عنتر مصطفى      
أحمد عنتر مصطفى محمد أحمد عنتر مصطفى مصر 1944 أساة الوجه الثالث 1981 , مرايا الزمن المعتم 1983 , الذي لايموت أبداً 1984 , أغنيات دافئة على الجليد1985 , حكاية المدائن المعلقة 1986 , أبجدية الموت والثورة (قصيدة طويلة) 1992. ذكر البراكين , زيارة أخيرة لقبو العائلة , من قصيدة: المرايا ,