مع الليل كنا

وحيدين نمشي

يداً في يد

نشتهي الخبز والبرتقال

نقتفي أثراً لخطانا التي لايراها أحد

نشتهي وردة من خيال

وحيدين كنا

نعطِّر أحلامنا بالقبل

تراودني شفتاك

يراود عينيك خوفي من الليل

تفضحني رعشة في يديك

فأفتح قلبي

لهمس ودَغدغةٍ .. وأمل

صغيرين كنا

نفتش قلب المدينةِ

نبحث عن لعب مهمله

وعن زهرة العمرِ

عن سنبله

ونركضُ في كل درب

نضايق أطفال شارعنا

ثم نجمع ما عندنا من نقود

ونهدي لهم

حُزمة من شموع

وأحلى الأغاني لرأس السنه

وحيدين نمضي

وحيدين ترعبنا الأسئله

وحيدين كنا

يدا في يد خائفه

نخبيء أحلامنا عن عيون المساء

فيفضحنا البدر

تطردنا الطرقات

تشردنا العاصفه

وحيدين نمشي

يدا في يد من رخام

وقلبا يدق ويسكت

خوفاً من الموج والإرتطام

تحبيِّنني رغم أنفي

تغنين موَّال حب عن الليل

لا يعرف البحر أسراره

فأنام

وأصحو ونحن وحيدين نمشي

يدا في يد في الظلام

وقلباً يفتش عن نبضةٍ

وشفاهاً تفتش عن أحرف للكلام.

قالت لا تقرب تلك الثمره

لا تقطع من شهد الروح

كلماتك تخنق أوردتي

قلبي مجروح

ورصاص خلف نوافذنا

وحسان الحي النائم

لا يُحْسِنَّ البوح

الضحكة مره

والدمعة لو سقطت جمره

وعيونك دره

لا تقرب تلك الثمره

والشجر المرصوف بهندسة البستاني

لا تأمن شره

لا تأمن غدره

فالضِّحكة مره

وذنوبك عوره

لاتقرب قلعة حارسنا

لا تلمس وكره

كلماتك خِسَّه

ودموعك نكسه

وذراع الحارس مندسَّة

تمتد لتحمل سيفاً كرتونيّاً

كي يقتل خلسة.!

كي يقتل نفسه

الحارس تائه

يحمل رشاش رصاص تائه

دعه وما يطلق حتى يرتاح

فعيون الليل تراقبه

وكلام الحارة في عزِّ الليل

في عز الموت ...نباح

دعه يتجرع من دمها

حتى يطرده الإصباح

فعيونك تكشف سره

وعيونك تعرف لعبته

وتقاوم ضـره

وعيونك دره

لعيونك وهى تراقب نظره

أقوى من أي سلاح

دع حارسنا يلعب دوره

يستكمل دورته

وينفذ أمره

لتسيل دموع طفولته

فسيأتي عند طلوع الفجر

وسيجلس قرب حديقتنا

وسيسند ظهره

وسيكشف سره

وستكشف سره

وستبكي حين ترى مِزقاً وجراح

دعه يتجرع من دمها

حتى يرتاح

لا تقرب تلك الثمره

لا تقرب هذا الرجل الواقف

بينك والثمره.

لا تقرب هذا التمساح

فالليلة جاء ليصنع عرسه

ليدق طبول براءته

ليطهر نفسه

ليقول لها هذا ألمي

يتطاير ممّا صوّرهُ

من كأس لا أعرف نادِلَها