مــوقـــف الشـــــذى |
أوقفني السوسن في موقف: لا تثريب |
لا خوف |
ولا حزن |
ولا أذى |
أخذ مني الحارنَ الوعر |
وأعطاني الأغرَّ |
قال: ذا بذا |
قلت: فيا بوركت معطياً وآخذا |
خلَّصتني من شرك البنفسج/ العوسج |
أنقذت حصاني ـ |
إذ أتيت ـ |
قبل أن يغرق في مستنقع القذى |
لأنت خير من أتى فأنقذا |
فقال لي: |
تلك سهام أصطفي بها, وأكتفي |
قلت: وسهم العشق كان أنفذا |
ومال في غوطته |
فانفتحت سبعة أبواب رحاب ـ |
واستدارت فوقها سبع قباب ـ |
كل باب خلف محراب |
وقال لي: |
جنة من يعشق تلك |
حبذا لو جئت |
قلت: حبذا |
قال: فتهتدي إذا دخلت? |
قلت: أهتدي إذا.. |
قال: إذن عليك بالأدب |
قل حِطَّةً ثم اقترب |
وقال لي: إياك واللعب |
والسانحات البارحات فاجتنب |
قلت: أعوذ بالشذى |
من شر هاذٍ إن هذى |
ومن مشعبذ إذا ما شعبذا |
فقال لي: |
يا لك جائياً فعائذا |
وقال لي: |
تلك سحابة ستحميك |
فَلُذْ بظلها |
إن كنت لائذا |
وقال لي: أراك واجفاً |
فظل واقفاً |
لكي ترى |
وقال لي: |
أراك قد عراك ما عرى |
وقال لي: |
قف تتلق حكمة الشذى |
وقال آيةً |
فانطلقت سبعة أحبابٍ شباب |
وانسدلت من دونهم سبعة أحجاب عِجابْ |
وحينما جزتُ إليهم الحجبْ |
عدت ولم أجد سوى سبعة أثواب |
على قلب مذاب |
فمزج الأثواب والقلب المذاب |
قال لي: |
العشق هكذا |
وقال: ما قولك في اثنين حميمين: |
دعاها.. فدعت |
واستودعت وأودعت |
فاستمعت وأمتعت |
واستحوذت.. واستحوذا |
وقال لي: الخاسر مَن حاذر |
والفائز مَن أقبل |
واحتذى |
وقال: |
تلك لذة الشذى |
فقلت: سعيد من بلذته اغتذى |
فقال: هنيئاً للذي قد تلذذا |
فقلت: أراني بالشذى غير عارف |
فقال: إذن أقبل تصرْ فيه جهبذا |
فقلت: من العشاق من يذكرونه |
فقال: جميعاً, هم ومن حَذْوهم حذا |
فقلت: ألا كم ذاكرٍ مات دونه! |
فقال: وكم حبْرٍ عليه تتلمذا! |
فقلت: ذوت منذ ارعويت لَقانتي |
فقال: كذا دأب الذي يرعوي.. كذا |