فـي التــيــــــه لــوحــــــــة ضــــــيـاع |
في وحدة خرساء تنطق بالوجومْ |
ما بين ليل قد تقنَّع بالسواد |
وسكون رمل صامت مثل القبور |
قد رحت أمشي في المتاه |
متهالكَ الخطوات معدوم الحياه |
وعلى الرمال تركت آثار المسير |
تحكي ضياعي طيَّ تيهٍ ماله أبدا حدود |
وعلى جفوني الراعشات أسيً عميق |
ودموعي الحيرى تسيل على الخدود |
تمضي بحيرتها إلى صدري الخَفوق |
كيما يرتل آي بؤسي للوجود |
وهناك في ذا التيه في عرض الرمال |
أخذت وحوش البيد تبعث بالزئير |
وصفير أرياح ينغمه الشتاء |
وصرير برد زمهرير |
وتجيش في نفسي أحاسيس الفناء |
وتذوب روحي معْ شعور لا يغيب |
وظللت أمشي كالحُطام |
بخطا يسعِّرها بأحشاء الظلام |
صوتٌ تناثر من بعيد |
صوت العذاب مجلجلا عبر الفضاء |
يدوي بأذني كالرعود |
وأنين أشلاء تبعثرها الرياح |
ما فوق صفحات الأديم |
راحت تصب بأضلعي نغم النّواح |
فنظرت فوقي حيث تبصرني السماء |
كيما أرى ربي تجلى للعباد |
فإذا بها ربداء ملأى بالغيوم |
قد لبدت آفاقها بأسى رجيم |
فنظرت تحتي للرمال |
كيما أرى رمس الخلاص |
فإذا بها غضبى تذرِّي بالغبار |
من وحي زوبعة تزمجر كالسياط |
فكررت والإعصار يهدر كالمحيط |
متناوح الأصداء مبحوح النحيب |
يهوي بكفيه على جسمي النحيل |
فيحيلني كرة تدحرج فوق صفحات الرمال |
جوع يقطع أضلعي وأسى مريع |
فظللت في ذا التيه مع هذا الظلام |
تجتاحني ريح وتلفظني رياح |
فتلفتت عيناي في الأفق الوسيع |
فإذا بهذا الرمل يطويه الهمود |
ويُخيِّم الصمت العميق على مدى العين الكئيب |
وبدأت أمشي من جديد. |
وبنفسيَ الثكلى أمانٍ للوصول |
لكنما طال المسير |
وتشعبت للعين أهوال السبيل |
في وحشة عمياء قد دَفَنَتْ بها قلبي الكبير |