|
|
عبد الحميد طقش
- عبد الحميد محمد عبد الحميد طقش (فلسطين).
- ولد عام 1929 في إسدود - فلسطين.
- وصل في تعليمه إلى الصف الثامن, وتوقف عن الدراسة بعد ذلك.
- عمل معلما للشعر والعروض مدة أربعين سنة ثم تقاعد.
- عضو اتحاد الكتاب.
- بدأ ينظم الشعر وهو في الصف السابع.
- هجر قريته إلى غزة ثم خان يونس حيث قطعت قوات الاحتلال ذراعه اليمنى.
- دواوينه الشعرية: درب الصعلوك 1986 - بدأت الحدوتة 1989- بعث عروة 1990.
- حصل على أول جائزة عام 1944 في أسدود.
- عنوانه: القلعة - خان يونس - قطاع غزة.
- توفي عام 1995 (المحرر)
|
|
|
|
الـــشَّــــــعــــــــر |
ودعته يوما على الرصيف |
وامتزج الدمع بضحكتين |
لنكتة لابُدَّ منها |
دمه خفيف |
أرسلها وعاد يقضم الرغيف |
ودعته إذ أزمع السفر |
وقال كِلمتين: |
إني على سفرْ |
ولم يعد يضيف |
شيء كأنه الخفر |
أعني الحياء عندما يطبع وردتين |
ونظرة العينين |
ترمقني وتأكل الرصيف |
يعود يقضم الرغيف |
يعيد شعره الكثيف |
لا يحجب العينين |
ودعته, قبّلته إذ كان لا مفرّ |
وابتلعتني موجة المستنقع الأليف |
وكدت أنساه فأعوام تمر |
وذات يوم |
سمعت ماذا? |
ضحكة? |
من أين? |
وجدت دفء قبلتين |
عرفته من دمه الخفيف |
من لمعة العينين |
حتى من الرغيف |
هنأته إذ عاد سالماً.. من السفرْ |
لكنني سألته..ماذا |
أصاب شعرك الجميل |
والكثيفْ? |
مهــاجــــــر |
في مهرجان موتها المعسول ترقص الفراشه |
نشوى بما يدورْ |
يقودها الضبع وباسْم النور |
يسلبها العينين |
يطبع تفاح الجنان فوق الشاشهْ |
ويسلب الأطفال مافي الوجه من بشاشهْ |
يحيل ريش حبهم خناجر |
وظلهم يبقى بلا قرار |
يرقص فوق النار |
وينشد الأشعار |
مهاجر مهاجر مهاجر |
تخدعه الأزهار |
تقوده الأطيار |
من ظمأ لنار |
ولاتزال ترقص الفراشه |
وتمتطي جوادها المسحورْ |
تغازل التنورْ |
تصب شهد الموت في الطريق |
وتسكب العطر على القبور |
ويلبس الأطفال إكليلا من الأشواك |
يعتقل البسمات في العينين, يشعل الحريق |
ولايزال ظلهم يهاجر |
خيالهم, ودفئهم, وصدقهم يهاجر |
تـــراكـــمــــــــي |
تراكمي تراكمي |
أيا زغاريد الصدور.. |
ياحبيسات أبيّه |
تراكمي جميزة الدمع العصيّ |
تراكمي صبر مخاض |
حتى يكون النفي أزهار الرياض |
تراكمي شوطا مضى |
دون لهاث |
حتى يكون النفي للفجر |
انبعاث |
تراكمي حتى يصير النجم أرضا |
تراكمي حتى يصير البذل فرضا |
ثم اسكبيها بسمة كي أتوضا |
وأشعليها عزمةً سيفًا وأمضى |
فعين أم المجد لا تعرف غمضا |
تنتظر الطوفان.. لا |
بل تصنع الطوفان هدَّاراً بها |
طولاً وعرضا |
قد أقسمت ليست بغير العدل |
ترضى |
تراكمي من قبل عشرين سنه |
قد كنت حبلى |
وبعد عشرين سنه |
ها أنت ثكلى |
تراكمي زغرودة الصدر الأبي |
جميزة الدمع العصي |
تراكمي في كبرياء |
وسطري في الأرض |
صدقا وعطاء |
أزجي وأزجي في الفضاء |
رياحَ حق |
غيومَ صدق |
ثم اجعلي منه ركاما |
وابعثيه للسماء |
فليتفجر |
وليخرج الودق سيولا.. |
من خلالهِ |
ولينزل الغيث خيولا |
ضابحات عاديات |
ويفيض السيل يغلي |
حمحمات |
توقظ الموتى صهيلا |
تراكمي زغرودة الصدر الأبي |
ثم اصنعي كل سنة |
بل كل ليل كل فجر |
مواكبا للصدق, |
للأنصار... للأحرار. |
|
|
|
|
|