يا عَبْدَ السّتار لماذا يسكنُ فيك الغار

تجترُّ الذكرى

تأكلك الأخبار

قد ملّتك ثيابك .. لا تخجل يا عبدالستار

سلمى جاءت تحمل سلة برقوق

تحت البرقوق حكايه

جاءت من ساحل غزة .. من يافا تحمل في سلتها البشرى

تحمل من أبطال الساحل تذكار

فكن يا عبدالستار يسار

سلمـى خرجت من رَحِم الأرض

تُرَتِّلُ سِفْرَ التكوين

جاءت من أعماق البحر تنير ليالي التوّابين

فرشقناها بمحابرنا

لطخنا الثوب الابيض بالأشعار وبالخطب

تبا للشعر وللشعراء

سحقا لحروف لا تصْلي وجه العملاء

ومن لف لفيف العملاء

فكن يا عبد الستار يسار

سلمى شمس في ليل القوادين تعرّيهم

وتدق لهم (جدران الخزان)

تعرفهم مذ كانوا خُدَّام الدولار

تعرفهم مذ كانوا أذناب السلطان

تحوّلهم خشباً

حتى صاروا بين يديه دُمى

يلقيها حيث يشاء

هم يعترفون بأنفسهم

هم يعترفون بأنفسهم

هم أدرى بحقيقتهم

هم قالوا إن صهيل الخيل لها

والزنبق في البستان

لها الأشعار

فكن يا عبد الستار يسار

مع مد الموج لرمل الشاطئ وصلوا

مع خيط الفجر القادم من أعماق البحر انتصبوا

في ماء البحر اغتسلوا

وصلوا .. صلوا

في كل سجود كان يسار يقبِّـل رمل الشاطئ..

ألفا ويضيف إليها ألفا

فتعلم يا عبدالستار

سلمى يا عبد الستار كما تعلم

قبَّرة التاريخ يطاردها الصياد

يسن لها السكين

قبرة فوق الأغصان ترتل

حزن المقهورين

قبرة تتحدى رقبتها حد السكين

قم وانفض نعليك .. تقدم

وتعلم كيف يكون الكل يسار

قاوم يا ولدي واصنع مجد الأمه

قاوم يا ولدي .. أنت الآن بلغت القمه

حاور .. ناور .. لا تتأخر

كي نتعلم كيف نخاطر

علِّمْنا درساً في التاريخ ولا تتعلم منا

ضيَّعْنا التاريخ وضعنا منذ رحلنا

لا تتعلم منا .. هيا قاوم

علِّمْنا كيف تقاوم

الوقت قصير جداً

والعمر قصير جداً

والحجر قوي جداً

علمنا كيف يكون الحجر قويا

أقسمنا أن نحمي عبدالله من الحجاج

ونحارب كل سيوف الشام

قلنا يا عبدالله تقدم

سنعيد إليك خلافتك الموروثه

يا عبدالله تقدم .. يا عبدالله تقدم

وتركنا عبدالله وحيداً محصوراً في الكعبةِ حتى مات

فلا تتعلم منا

علّمنا كيف يكون الحجر قويا

قتلتنا النخوة يا ولدي حتى ماتت فينا

وترامينا في الطرقات على أبواب الأمراءِ.. نفتش عن تبغ

ونستجدي زيتا وطحينا

رحنا وتركناك لهم زادا

رحنا وتركناك صغيراً تلعب في الطرقات..

وأعلنا بعد سنين..

عن طفل يلعب قرب شواطئ غزة أو حيفا..

أخذته الأمواج لعمق البحر فمات

لم ندرِ بأنك كيف تحاول

ودماؤك فيك تصير قنابل

أصبحت كبيراً رغما عَنّا

أصبحت عظيماً رغماً عنا

لما أصبحت كذلك

أقسمنا أنا نحن زرعنا فيك الثوره

لا تتعلم منا

علمنا كيف يكون الحجر قويا

علّمنا كيف نقاوم