ديـــــوان البـشــــرى |
بشرى للآتي... |
من بين سطور معلقة زهيرٍ |
والعبدِ .... |
وعنترةَ العبسي.. |
بشرى لنساء فزارة .. |
بشرى أبطالَ الحرب |
بداحس والغبراء |
مات الهرم بن سنان ... |
بُشرى لشقوق الأرض العطشى |
في حبة ماء |
مطهمة بالذهب الخالص ... |
من ريق الخيل المثخنة جلوساً |
في الطرقات... |
بشرى للماضي المتثائب فينا |
خوفاً من غول الآت ... |
بشرى لجميع سُلالات الغابات |
مات الهرم بن سنان... |
فاستنكر شعرك يا بن أبي سلمى |
وتراجع .... ! |
أتراجع .... ?! |
أبداً لن أتراجع عن بيت قصيدٍ .. |
قيل .... |
لم أدخل دائرة التمثيل ... |
ولم أشتم عنترة العبسي.. |
وحسان وذا الرُّمة.. |
فأنا أعشق طعم رطوبة هذا الجذر |
الممتد من الجيل |
إلى الجيل ... |
وأنا أكره هذي البشرى |
بيت قصيد عُلِّق مقلوباً... |
أنشودة عرس تتشابك مع أوتار |
الصمت المطبق |
جثة ذي الرمة وتأبط شراً |
تنشر فوق الأسلاك الشائكة |
ترسم في الذهن .. حدود المشرق ..!! |
فلتسقط من ديوان البشرى |
كل معلقة لم تشنق ... |
ولتسقط كل قصيدة عشق |
ديست بالأقدام ولم تصبح ديواناً |
فوق صدور ثكالى الحب .. يعلق...! |
أتراجع ...? |
أبداً لن أتراجع عن بيت قصيد قيل |
ما قيمة ما يجري في العرق المتصلب |
فوق مسام البشرة إن لم يهرق ...? |
ما قيمة هذي الشمس الحالمة |
على الخدر ... |
إذا لم تظهر للعُمْي |
حدود المغرب والمشرق...?? |
ما قيمة جرعة ماء مطهمة بالذهب الخالص |
للأرض العطشى... |
لزفاف البشرى... |
من بين مئات السَّدَنَةِ .. تسرق..? |
الآن .. وجدت النقع, وجدت الفارس |
للخيل المثخنة جلوساً في الطرقات ... |
يتثاءب فيها الماضي |
ويئن الحاضر والمستقبل ...!! |
أطلقها خلف غبار الشمس |
وخلف القطع الفضية |
والقطع السوداء المتساقطة.. |
حياء نتج كسوف.. |
فجميع الشطار غدوا |
دون خيول .. دون تأبط شراً |
دون مياه مطهمة بالذهب الخالص |
دون قصيد |
دون حروف...!! |
ماتت في وطن النخوة عِيرٌ.. |
كانت تنوي تجديد الإسراء |
وكان القاتل يتأبط في الليل صليباً معقوف...! |
مات الوجه العربي صعوداً.. |
من أسفل .. |
مات فما عاد يحس بلون الحب |
ولون الكير |
ولون الكلمات الزهريهْ |
هذا الأخطل .. |
مات النصف من الأسفل ..! |
ولم يتبق غير لزوجة هذا النصف |
من اللون الأحمر |
وتأبط شراً ينعي ذا الرمة |
من فوق صليب معقوف .... |
بالسحر وبالترتيل .. وبالبخور..! |
وبالزند المكتوف |
وبشكل القرد المتطور في نظريات التكوين |
- بدون العصعص - |
أثبت أن القرد بقية إنسان |
مات من الوجه صعوداً .. |
والنصف تجمد في بعض زوايا المرجل..!! |
وأشق جيوب جميع الشعراء العشاق |
وأنصاف العشاق |
على بيت قصيد عُلِّق مقلوباً |
مثل معلقة في ساحة مسجد ..!! |
كان الإعدام بدائياً...! |
والآن تجدد ..! |
فلتسقط من ديوان البشرى |
كل معلقة لم تشنق.. |
ولتسقط كل قصيدة عشق |
ديست بالأقدام ولم تصبح ديواناً |
فوق صدور ثكالى الحب يعلق ...! |