من قصيدة: وتنــتـحــــر النـــقــوش .. أحيـــانــــاً |
وتعثرت خطواتُ رمش العين في قلب السحاب |
وتشكّ في طرقاتها حفراً من الآهات |
يتبعها زفير موجع الأضلاع/ يرْكز فوق عرجون قديم/ |
طاب المكان/ واللا مكان تمددت أطرافه |
وتشابكت أوصاله.. تجتر خلف لعاب فكّيها |
مكاييل الزمان على الزمان, وفي الزمان |
توحدت أصوات أصهار السنين. |
ما عاد بالقادر يمشي على الساتر |
أو يرتجي الآخر أن يرتدي زيَّـهْ |
المشتكون من الأنا/خفوا يخضون الأماني |
الرائبات, لتفرز الزبد المصفى/لذة للشاربين/ |
والباركون على ضفاف شوارع النزوات تلتهمُ |
الرياح لقاحهامن خلفهم تتورم الأنات |
بالأخرى التي شاخت مفاصلها.. كما ابيضت |
شعيرات المثاني والمرابع في كؤوس البائسين. |
تاهتْ أمانيهم من خلف حاديهم |
وليس من فيهم يقوى على العصيان |
واللابسون ثياب مَن قد فُصّلت تلك الثياب لهم |
بدون إشارة, أو رغبة يتربصون, ليملأوا الحجرات, |
والأحواش, بالبهم المسخرة المجيبة للحداء.. مطأطئي |
الهامات, تعلك, ثم تلفظ في زفير من فتات الصمت |
آلاف المطاعن.. والطعين. |
قد كان من يجري من بعدهم يدري |
بالدرب من فجر لكنه يخفيهْ |
مسكينة.. حدباء, أخنى فوق هامتها ثفال |
تجارب الأضداد في الساحات, يمرغهم سديم |
الوجد.. تحت رحى الهتاف.. البارد المسموم |
من دبق الطريق, البائس الوجهات في الظلمات يجحر, ثم يطوي |
قشرة الإخفاء فوق كل علامة كي لا يبين, |
حامت حواليها أوهام ماضيها |
مازال يؤذيها بالقيل والأقوال |
هبت تجوس الأفق, ترقب من وراء نقابها |
أرتال من هبوا يبارون السهوب/وينشقون |
.. ويسعلون.. ويعطسون.. ونخالة |
تستل في آنافهم/دود تمرغ في الطحين. |
تهوي عمائمهم صرعى مساوئهم |
حبلى مفاصلهم بالزيف والتدليسْ |
النور يخبو كلما اقتربت عيون البوم/تحجل ثم تحجل/ |
في هروب مدبر يبدي قفاها قد توشَّى بالنقوش, |
وبالحروف الصُّفر, تحفظ.. ثم تلفظ.. ثم تقرأ |
عندها يبقى ويفغر فاه.. يرفع كفه اليمنى |
ويتبعها الشمال إشارة للسالكين. |
يا أيها الحادي قدّامك الوادي |
هل تسمع الشادي يوَلِّد الألحانْ |
الوجد يرفل في جلابيب السعادة/ يا لها. دانت له.. بركتْ.. تلامس |
جذره, وتذوب في أعماقه. |
تمتص ما قد كان مدَّخرا.. كما نملٌ تقاطر واستدار على نثار/ |
من سقط أمتعة الرعاة الهائمين. |
حبٌّ على الطرقات متعدد الحبات |
قد بُثَّ في الساحات كي يشبع الغرثانْ |
عجبًا.. تضم بحضنها نتفاً من الأمشاج تجمعها |
وتحسب في تساو كل شاردة, وواردة.. |
تمد ذراعها في رعشة المبهور في نكد, ومن |
شبح يشد وثاقه في عقدة ثملى بأظلاف الهجين |
قد مدَّت الأعناق (والساق فوق الساق) |
وتوفر الترياق من دونما: منَّه |
العين ترخي هدبها خجلا, وينفرج الفم المحمرُّ |
عن لفظ تهتَّكَ.. باحثا عن مقود.., أو ساعد |
يقوى على إمساكه كي يطلق الكلمات |
والكلمات تمنع بعضها من أن يجاهر أو يبين |
تتلفت الأنظار بحثًا عن الأقطار |
والراعي, والبحّار كلٌّ يرى القطعان |
همم تجاوزت المناخات الصعاب, فعانقت |
أعتابهم/ دكَّتْ, وتدرس موطن |
الكلمات/ تعرك تحت كعب حذائها المأفون |
في صلف تفجر من قلوب لا تلين |
يا سدرة طالت ونسمة طابت |
حنت, وما ارتابت ميادة الأغصانْ |
تتلاحق الأنفاس/ والهفي على الأنفاس |
في جريانها خببا/ تحسُّ بوقعها الظلمات |
في ليل بهيم تومض النجمات خلف تلاله, |
وتحدق النظرات صوب نصاله: فيعود يلهث |
نفسه متلهفا.. |
عجبا, أنأكل في حشاشة بعضنا مستسهلين. |
نمشي وفي العينين دمع على الخدين |
والقلب في اللحدين يتنفس الأحزان |
يأجوج.. يسري/ يعجز الحاسوب أن يحصي |
فيعرج يتكي/ وعصاه في يمناه: يخطو خطوة, |
وبنصف أخرى يرعوي, ويخور واليأجوج |
يركض صوب ما يبغي, ويقبض, ثم يفتك بالمئين. |
الأرض قد ملّت والريح قد شدَّت |
والحومة اصفرَّت والناس في غفله |
|
يا ريح ـ قال ـ أتشعرين بما على أكتاف |
ماض/ سالف/ تتحدث الجدَّات |
أوصافه.. |
ألوانه/ أشكاله/ في كل منعطف وحين!! |
بالله قولي.. قولي, ولا تتحرجين. |
يتحدث الركبان عن شيء كالشيطان |
يشطر الانسان لا خوف لا رحمة |
عين مع الأخرى/ تلاقحتا فأنجبتا/. |
فتربعت كل المسافات. أصبحت بقعا من |
القصدير/ يطويها الزمان/ يلف داخلها, |
وفي أمعائها كل العجائب, والخرائب |
دون أن تبتلَّ, أو تهوي على سفح مكين. |