يـــاســـــــــر |
النجمةُ من زمن كانت/ ترنو لجِوارك |
بالقرب الراقي منها لمدارك.. |
عند سماوات الصدِّيقين القصوى |
فلماذا خَلَّيْتَ النجمة والهة تبكي?.. |
وهجرت مدارك بين الأفلاك البعدى |
وتركت النجمات الأخرى ينعينك |
بالدمع.. |
الهامي? |
ولماذا نفّضت الريش الذهبي اللامع |
عنك |
على زبد الماء المتلاطم عند قناطرنا الخيرية |
حتى واتاك السر المأسور.. |
وحتى صرت على الموج الجاني وردًا للنيل |
تنوح عليك ثكالى أربعة? |
أفأعجبك النيل الحاني? |
أم راقك أن تسري |
من منزلك النجمي |
إلى هذا الماء النيلي |
لكي تختار |
قباب الماء |
بديلا? |
أقسم - بالرحمن - بمن سوّاك |
وأنزل جسمك |
عند الفلك |
ليجري في النهر المفطور بأمره |
في لجج الظلمات |
طوى |
فتزَيَّا أوشمة الصمت الأبدي النافذ في الناسوت |
وأطبق منك - على ياقوت الحق المستور - الأجفانَ |
وأعلى روحك في درجات ترقِّيها/ نحو الملكوت |
لتعرج في أنوار اللاهوت الأسمى |
ولتعرج تسبح تسبح.. |
تشرق تشرق.. |
من سُـبُح الرحموت |
على أنْ كونك حين بكيت بصرختك الأولى.. |
خوفا من أهوال الرهَبوت.. |
وحين شهقْتَ بشهقتك الأخرى |
طمعا في أحوال الرغبوت.. |
فمقدورٌ هذا.. |
مكتوب في اللوح المحفوظ |
ومذكور في صدر كتابك |
فاعلم ماهُوَ لكْ |
وأعيذك |
مما كان ومما سوف يكون |
بباء البسملة العظمى.. |
وبكاف الكافي.. |
ثم بنون النون |
فقم.. وتحمَّمْ قبل مساء الغيّ الداجي الإنساني.. |
بصباح هُدَى النور الصمدي.. |
وتحرر منذ الآن |
من الريش الذهبيِّ.. |
من الورد النيلي |
هيا.. |
أَنزِلْ عن حالك أحمالَكْ |
وارفع من بالك أثقالك |
وتخفف لطفا واستعفف |
واخرج لمرادك من دارك.. |
وانشر كفيك مُشَرَّعَتيْن سَنَا |
برياح الجنة مترعتين هَنَا.. |
فالشمس الآن على الأغصان تلاطف وجها طيفيا نورانيا |
وتخيَّر قاصرة للطرف تَقَرُّ بها عينا |
حوراء من الحور العِين الفضلى |
مرتاحا من زيف الدنيا |
معصوما من نيران الغش |
واهنأ برفاقك يا ولدي.. وانعم.. |
نعم الرفقاء الأبرار الشهداء |
ولا تقلق في عيشك منذ الآن |
فإن الجنة لا تَلْقى أمثالك إلا بالأحضان.. |
فعش.. |
عش |