آونة للموت.. والترقب |
رأسي, هذا الموشك أن يفجعني بصداقته |
هذا المتأرجح, ناقوساً بين الكتفين |
المتفجر, سيل إشارات استفهام, |
أو طوفان مناجل: |
يوغرُ صدر البيت عليه |
فيقذفه الصدر العربيد إلى النهر البشري |
زجاجة خمر فارغة, يلفظـها الموج إلى الضفة |
حيث تنام الصحف اليومية, والتجار الفقراء... |
يدحرج عينيه على الكلمات الكبرى, |
يتقرَّى بهما, عبر سِناج الأحرف, |
أخبار الغرقى, شهداءَ الجوع, ضحايا الغازات, |
سبايا الإغراءات ... |
فظاعات اللوثات اللونية, والعرقية, والدينية.... |
أية أهوال تحمل يا سيل الأقوال? |
وأية أغوار مرعبة, لقذارات الأحوال?... |
أعاصير معْولة, تجتاح شرايين العالم |
تقصم قامات الأشجار |
تبضِّع, وجه الكون, بأظفار النار |
تمزق, بالنزق الذري, غلالات الأقمار... |
فلا ملجأ.. يا أطيار الزّمَّج |
يا أسماك اللجة, يا غزلان الغدران المجهولة لا ملجأ.. |
ناقوس الفرح المذبوح: لهيب قلقٌ |
يلتف على عنق الريح |
على حدق الزفرات, صراخ النظرات... |
فإن يك موتاً ما نحياه, فأين أوان قيامتنا يا رب? |
وأين الفردوس الموعود? |
عُصاة نحن? |
إذن أهلا بجحيمك.. |
فهو أحبّ إلينا من عيش... فيه نعيش الموت |
وليس لنا.. ما للموتى من ملكوت الأموات... |
فضاء حرج, يحضن أرضاً متعسرة الطلق, |
وريح بمخالب عقبان, تعبث في أرياش الغابات, |
وأحداق الغرقى: ترقب أقدام الطوفان... |
|
يتسلق أعصابي لَبْلاب النار |
تدوِّم, في أعماقي, أسماك دامية الأحداق |
يباغتني, قمر مخسوف, بسؤال هرم |
ما زالت, ألسنة البكم -بإصرار- تلقيه على أسماع الصم |
وفي آناء الصمت: أشد الكفين, على الأذنين |
وأغرق في صخب الأنهار الكبرى, |
وفحيح الريح, وما لا أعرف ... |
ينساني, إدمان الأحلام, على شباك ترقُّبي المشبوب |
يعلقني, من أهدابي, في أغصان البرق, |
أحس بأني قنديل.. يوقد زيت القلب لأطيار الحب |
لأسراب فراش تائهة, في عتمات الدرب, |
فتندى - حتى أعماق الجرح - ذبالتي الحمراء |
وينداح لهيبي أزهاراً, وعصافير تملكها الحب... |
تراني أثقلت على الحلم, غداة امتلكت أنملتاي |
مفاتيح خزانات النور |
غداة ابتدرت شفتاي الحلم, بأسماء |
تمنى لو يعرفها |
بهرته بأسرار, لا يألفها... |
يبدو أني أغضبت الحلم, تجاوزت مدار الحالم |
أحرقت مداي.... |
فكم عمرك ياولدي? |
بضع فجيعات, مضفورات بمرارات النكسات... |
- صغير بعدك, لا تعرف معنى |
أن تحترق الذات بنار الذات |
وأن يختنق الانسان, بأمواج النكبات... |
- صغير?.. لابأس, فهل ثمة منتجع لصباي? وهل من خاتمة |
مفرحة, لطريق أساي?... |
- إليك مرد الأمر: |
بمقدورك أن تسكن أطباق الصمت |
بعيداً عن أحداق الوقت, |
وإن شئت.. تسلقت جبال النار... |
فليس لبلواك, سواك, وليس لمنجاتك, إلاك, |
أظنك تفهمني.. |
خذ من صدرك, فَلذة قهر, خذ جمرة حرمان |
واسكن زمجرة الريح |
فوحدك موكول بأساك, وفي زنديك المفتولين, مباهج دنياك... |
سلاماً, دعني أطبع فوق جبينك قُبلةَ حب.. |
باسم القلب, وباسم قرابين الدرب, وأحلام البسطاء |
وداعاً, وإلى أن ألقاك على شرفات البهجة |
أهديك أحر الصرخات. |
صديقك: س |