سلوى السعيد
  • سلوى سعيد مصطفى الصغير (الأردن).
  • ولدت عام 1945 في جنين بالضفة الغربية.
  • حاصلة على بكالوريوس علم النفس من جامعة كاليفورنيا, ودارسة للفلسفة وعلم الاجتماع لثلاث سنوات في جامعة بيروت.
  • عملت عشر سنوات في سلك التدريس, وسنة في منظمة اليونسكو, وخمس عشرة سنة في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون كرئيسة لقسم الأسرة والمجتمع, ومعدّة ومقدمة لبرامج منوعة, كما عملت مذيعة ومعدة برامج في تلفزيون الشرق الأوسط في سان فرانسسكو.
  • عملت في جريدة الشعب كاتبة عمود أسبوعي, ومسؤولة عن صفحة الأسرة, كما عملت في عدد من الصحف العربية الأمريكية في لوس أنجلوس.
  • عضو نقابة الصحفيين العرب الأمريكيين, ورابطة الكتاب الأردنيين.
  • كتبت العديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية, كما نشرت الكثير من القصائد والخواطر والمقالات في الصحف المحلية والعربية.
  • دواوينها الشعرية: أغاريد للحب والمنفى 1986 - صرخات على جدار الصمت 1987 - اشتعالات امرأة كنعانية 1988 - نوارس بلا أجنحة 1992.
  • ممن كتبوا عنها: محمد الحياري, وجورج سعد, وعبدالله رضوان, وعلي البتيري.
  • عنوانها: ص.ب: 20079 عمان.


من قصيدة: الغـــــائـــب

عارٍ على بابي

أشاح مودعاً

يلتف هذا الأرجوان,

مقلباً طرفاً بجرحي

حاملاً بعضي وبعضي ضيّعا

يمضي إلى المدن البعيدة,

كلما اختنقت مدينتنا دخاناً,

والسماءُ تلتْ علينا القارعه

ويظل يرجيء موته الآتي

وترتعش الدما,

فرحاً تبقَّى بيننا

ويظل ما بيني وبين الراحلين موزَّعا,

ويظل في كف الطريق,

يخط طالعه الوحيد

بأن يضل ويرجعا

ويظل مصلوباً على (اليرموك),

يقرأ عهده,

حتى إذا افتقد الصليب توجَّعا:

الليل مغمًى باب شرفته,

الهوى وحش ويصرخ شاردا

وهو الذي في الليل يفتح جرحه

وهو الذي في الجرح يطلع فارعا

وهو الذي للموت يرفع كأسه,

سكران يرتشف الهوى والأرُبعا!!

زارته (سلمى) في المنام,

فلملم النعمان في نبض الصِّبا وتجمَّعا:

- من أنتِ ?!!

- من أنت يا جرحا يقاسمني الدماء,

وكان طفلاً في دمي?

- من أنت يا خفق السنونو,

باب غربتنا يرفُّ مضيَّعا:

- من أنت يا خضراوة الأحزان,

يا جنيَّة الأسفار

ترتحلين في قلقي?

أنا الروح التي هبت بريحك,

من (جبال النار),

فاتَّقِدي لأحرق غربتي

وأعود من سفري

أنا السفر المبرِّح,

لا أبارح بابك الموصود في وجهي,

نصبتُ على الجسور مشانقي

ونعيت روحي ميتاً ومشيعاً!!

أختاه ردي;

فهل تبكين من هذيان حلمي?

أول الصحو اختلاجات الرؤى

فاقرعي بالدمع نافذتي لأصحو

واهطلي كالمزن في (تشرين),

جودي أدمعا

صُبِّي نبيذ الأرض,

من عينيك في قدحي

عطشتُ, تشققت جوفي

أهرول بين (مكة) (والشآم),

فلا تفور على يديَّ مياه (زمزم)

لا تفور مياه (زمزم),

لا تفور

أختاه. ردي... ي... ي

فكم ردت رياح البين صوتي في فمي!!

من أي جسر للحوار,

أمد ما بيني وبينك,

أي جرح للقتال,

يظل فينا مشرعا?!

إني أرى وطناً على كفيك,

يحملني ويرحل بي إلى وطني,

فهل وطني تفقَّدني?

أختاه ردي.. ي.. ي..

فهل وطني تفقدني?

- هذا أنا.. (سلمى) أنا

أرسلت عيني في المطارح

فاستهامتني,

وفكت عن إزار الجرح أغنية,

تفتَّح في براعمها الندى وتضوعا

- يا ليت من غابوا,

تهادَوْا رُجَّعا!!!

ثوب الزفاف معلق في الدار,

وارته الحجارة في زواياها,

وضمت فوق صورتك المهيبة أضلعا

زهر على الكاكي

وجرح أُترعا

- هذا أنا... هذي (سليمى)

علقتْ أهدابها في كوة الدار العتيقة,

والعيون تسيل في وهج القنابل,

كلما خايلتها

نهرتْ خيول الدمع ألا تدمعا,

- ها قد أتى المهيوب يا أمي,

فقومي كحلي عينيك,

بالعرق المزرر فوق جبهته

وجرّي مرْود الأيام,

كي نتجمعا

فتبتلتْ في القبر دالية الرضى

- يا ليت من غابوا

تهادَوْا رُجَّعا!!

قالوا تغرَّب,

فاهجري ذكراه يا (سلمى)

فقالت: والذي أحيا رميم العظم,

قد كنا معا

كنا نهاجر والبلاد

لنا محطات الرحيل

نبقى على أرق

نشد مقامنا

للأرض للمدن التي شرقت بنا

شقت لنا في البحر منفانا

وظلت تسأل البلدان,

عن منفى لنا فتمنَّعا!!

يا دمعة (الدامور) آه تدحرجي

أنَّى لمحت عذابنا

أو صوتت في الريح سائمة لنا

لا تسألي (لبنان)

كم زار القبور وشيعا!!

دارت خماسين الجنوب,

تلمست (صيدا) براعمها

بقايا من عبير الأرز في يدها

(بنات النعش) غادرن السماء بجرحهن,

تلا على الأرض الدماء فأسمعا

حتى بكى قلب الحجار فرجَّعا



سلوى السعيد       
سلوى سعيد مصطفى الصغير سلوى السعيد الأردن 1945 غاريد للحب والمنفى 1986 , صرخات على جدار الصمت 1987 , اشتعالات امرأة كنعانية 1988 , نوارس بلا أجنحة 1992. أنثى من قصيدة: الغائب ,