شوقي بزيع
  • شوقي مصطفى بزيع (لبنان).
  • ولد عام 1951 في زبقين من قضاء صور .
  • أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية, والثانوية في صور, ثم حصل على شهادة الكفاءة في اللغة العربية وآدابها من كلية التربية ـ الجامعة اللبنانية 1973.
  • عمل بالتدريس بثانوية صور حتى 1982 , وثانوية المصيطبة في بيروت حتى 1988, ثم التحق بوزارة الإعلام 1988.
  • عمل في الصحافة الثقافية, ورأس القسم الثقافي في جريدة السفير 1992 .
  • أعد برامج إذاعية متنوعة في عدد من الإذاعات اللبنانية الرسمية والخاصة, كما أعد برامج تلفزيونية ثقافية في تلفزيون لبنان الرسمي.
  • له مساهمات في العديد من الصحف والمجلات, أبرزها: الآداب اللبنانية, والراية القطرية, والاتحاد الظبيانية.
  • دواوينه الشعرية : عناوين سريعة لوطن مقتول 1978 ـ الرحيل إلى شمس يثرب 1981 ـ أغنيات حب على نهر الليطاني 1985 ـ وردة الندم 1990مرثية الغبار 1992 - كأني غريبك بين النساء 1995 - قمصان يوسف 1996 - شهوات مبكرة 1998 - فراديس الوحشة 1999.
  • عنوانه : بناية حمراء سنتر ـ الطابق التاسع ـ الحمراء ـ بيروت.


من قصيدة: الـــعـــــائــــــــــد

تمشي جنازته الهوينى,

ثم ترفعها الأكف إلى مكان غامض

تمشي ويدفعها الدويّ

يمشي جنوبيون خلف النعش,

كوفياتهم مصبوغة بجبينه المثلوم..

تتبعهم يدا امرأة,

تشم قميصه

وتعشِّب الأيام من دمه البهي

هو الجنوبي الشهيد

مروض القمح العنيد

يعود نحو الأرض

ملفوفا بكيس الرمل والعلم الممزق

أفسحوا لخُطى علي

لقوامه الممشوق وهو يشف حتى الموت,

للوجه المضرَّج بالنعاس الشاعري

يمشي وتتبعه رياحين

ويغمر وجهه خفر طري

تمشي جنازته الهوينى

في جنوب ما

وقُرب تدفق النيران تستلقي يمامته المريضة,

لم يعد سرا بأن العمر ولى..

والحياة تلألأت مثل النجوم

على

شريط

الذكريات,

رأى علي نفسه طفلا

يحوم على بحيرة روحه موج

لفلاحين منسيين

أبصر سنديانا قصَّفته الريح

يركض في الهواء الطلق,

أصداء استغاثات لأودية يحاصرها الحداد,

رأى عليا مقبلا

في الجانب الفحمي

من تغريبة الدنيا,

يجرُّ على مدى عينيه بيتا من عتابا

خلَّعته الريح

أو بئرا من السنوات مملوءا دما

وغصون تين

ورأى محاريثا تخوِّض في ظلام يديه

يدفعها

وينهر تحت قرص الشمس ثيران السنين.

هاهو واقف يتأمل الأمواج

تأتي ثم تذهب عند خط العمر,

تصبح طلقة في كف قاتله

فيسقط كالسؤال

على جبين الأرض

تجتمع المدينة حوله

وترى بأم العين نعناع القرى الغافي

على خديه,

فلاح وموجته

على رمل الحقيقة عارييْن,

وعند محجره القرى تبكي

كأرملة,

إذن متَّ!

انتهى عصر من الصرخات والضحك البريء,

آ.. ويـ.. ـها

سيوفكم محنّـاة بلون الدم

لم تصدأ

ولم يهدأ خرير مياهها في الروح

آ .. ويـ.. ـها

لماذا لم تجيئوا بالعروس لكي تقبل ثغر فارسها?

لماذا لم تُسِلْ عسلا على شفتيْ مغنيها?

لماذا?

لم يقل أحد بأنِّيَ مت,

هاكم وردتي البيضاء فوق الصدر

رجلي اللتين تزلزلان الأرض في الأعراس,

حنجرتي التي في أوج هذا الصمت

لم تصمت

ففيم تحدقون إلي?

وا أسفي عليّ!!

كأني مت

كأني مت!

كنت السواد لناظريّ

ولم تعد أحدا

سوى جفن يحدِّق في شقوق الغيم

ها إن قامتك النحيلةَ ..

قد براها الضيم

ها أنت ترحل في دخان الأرض,

لا امرأة بقربك كي تضمد وردتي عينيك,

لا كف تنقب عن بياض يديك

شوك العمر,

ضاع العمر

وانهدمت أناشيدي على ثغرك

ولعبة الدوران حول بيوت قريتك الصغيرة,

مت معضوضاً بناب البحر,

حيث حلمت بالذهب المذوّب

تحت ألسنة المياه.

كأنه حلم!

تغادر مع خيوط الفجر صمت الأرض

تحمل خبزك البلدي في زوادة الروح الفقيره,

ثم ترجع معْ أذان العصر,

محمولاً على أكتاف سنبلتين

من قمح قديم

تمشي جنازته الهوينا

تحت أعمدة الجنوب وفأسه الدهري,

يفتح قلبه للشمس والطلقات

يهوي

................

................

آه لو أمي معي لتنوح فوق سوادي النبوي,

لو كف تلوّح لي من الأعلى لأتبعها

وأركض باتجاه الأرض,

لكني أموت مضرجا بالبحر,

تحملني حقولُ التبغ فوق دموعها الخضـراء ...



شوقي بزيع       
شوقي مصطفى بزيع شوقي بزيع لبنان 1951 ناوين سريعة لوطن مقتول 1978 , الرحيل إلى شمس يثرب 1981 , أغنيات حب على نهر الليطاني 1985 , وردة الندم 1990مرثية الغبار 1992 , كأني غريبك بين النساء 1995 , قمصان يوسف 1996 , شهوات مبكرة 1998 , فراديس الوحشة 1999. ذكر من قصيدة: العائد ,