شـيء يـخـــص الــــروح |
أقبل الليل |
وكان الباب مفتوحا |
فأفسحت مكانا للتي تأتي ولا تأتي |
فتقضي ساعةً عندي |
وتمضي في أمان |
إيه يا زائرة الليل |
التي تقرع بابي |
ثم لا تدخل إلا في غيابي |
من تُرى في هذه المرة? |
من غيرك? |
أم لا أحد إلا أنا والريح |
في الكهف الذي امتص كياني |
أتقرّى فوق ثلج الحائط الصخري |
تشكيلا بدائيا |
لما يشبه صيادا على ظهر حصان |
باحثاً عن فجوة أطلقه منها |
وأنجو معه |
لكنه يهرب من دوني |
وأبقى في مكاني |
|
إنني أبحث عن حب |
وهذا الحب في غير زماني |
وأنا أعرف أني ساذج |
أُبدع نصا فارغاً |
يملؤه القراء من بعدي بآلاف المعاني |
|
إنني أبحث عن دائرة الوجه |
التي تحتضن الدنيا |
وعن أرجوحة الشعر التي تقذفني |
حتى حدود الكون في بضع ثواني |
وأنا أدرك أني واهم |
أصنع للناس إطارا خاليا |
يملؤه الزوار من وحي الدخان |
|
ما الذي يحجب هذا الوجه عني? |
ألأني |
مثلما الماء على الرمل يغني |
ويرى اثنين من العشاق |
فوق الشاطيء الواحد لا يلتقيان? |
أم لأن الوجه لم يوجد |
سوى في ابتكار الروح أسطورتها |
والمغني جسداً يعبده |
من دم اللحن |
وأعصابِ الأغاني? |
|
آه لو كنت أنا حقا أنا |
لو خيروني |
لو سوى لهجة صوتي |
أو سوى لون عيوني |
لو سوى الشعر |
وغير الثغر |
لو غير غضوني |
لو سوى الاسم الذي أُعطيتُ |
والحزن الذي أهديت |
لو بعض شذوذي ,واندفاعي, وجنوني |
آه لو كنت أنا حقا أنا |
لو في بياني |
بعض ذرات المجرات |
التي يسبح فيها عنفواني |
|
من ترى خططني شكلا |
ومضمونا محاني |
كلما حاولت أن أدنوَ من نفسي احتواني |
ناشراً حرَّاسه ما بين قلبي ولساني |
|
أقبل الليل |
فغادرت , وأغلقت ورائي |
سوف أختار أنا |
في هذه المرة زواري |
فيا زائرة الليل ارجعي |
إنني أبحث عن شيء يخص الروح |
في هذا المساء |