شوقي شفيق
  • شوقي شفيق علي محمد محبوب (اليمن)
  • ولد عام 1955 في مدينة عدن.
  • حاصل على الشهادة الثانوية العامة.
  • عمل مشرفاً ومراقباً إعلاميا في هيئة الرئاسة اليمنية, ومترجمًا للغة الإنجليزية في وزارة الدفاع ثم مدير تحرير لمجلة الثقافة اليمنية.
  • عضو في جمعية المترجمين العرب, واتحاد الأدباء والكتاب العرب, واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين, ونقابة الصحفيين اليمنيين.
  • يكتب القصة القصيرة إلى جانب الشعر.
  • شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية والأدبية والشعرية على المستويين المحلي والعربي.
  • دواوينه الشعرية: تحولات الضوء والمطر 1984 - مكاشفات 1984 - أناشيد النزيف 1989.
  • حصل على الجائزة الأولى لمهرجان الشباب العربي الثالث ببغداد.
  • عنوانه: عمارة 63 ب -حي عمر المختار - عدن.


تـركتـــك ...وانـصــرفــت

تَرَكَتْكَ ملتاذاً بدهشتك الأسيرة واختفت . هي لم تقل ما إسمها .

لكنها ذهبت لتوقد فيك مسرجََةَ الحرائق - عنوة -

وجلست تقضم ما تبقَّى من خلايا الارتباك

تركتك ملتهبا كأعنف ما تكون النار , وانصرفت تعالج

وقتها المفتوح في ألق المساء .

هي لم تَعِدْك بملتقى , لكنها انتهبت عليك مسافة

الوجد القصيِّ , وأغلقت خُلجانها .

مدت إليك أصابعا عطرية ,

ومددت قلبك كي تنام على مساحته , فردّت قلبك الملتاع ,

واختبأت مخلفة شتاء في سماك

تركتك وانصرفت

فكُفَّ عن ارتباكك , واتئد

كيلا زمان آخر يمضي عليك

وأنت تبحث في الخليقة عن مسار الطيف .

تركتك

و انصرفت

احتـمـــــالات رومــــا

أول الحرب أم آخرُ العابرين ?

الرماة بكوا , وبكى صاحبي من سؤال الرماد

فرُحْنَا نعبُّ نقيع نداماتنا , والرماة مضوا أول الحرب .

ليس سوى بعض أشباحنا في حروب مدجنة ,

ليس إلا الخرائب , ليس سوى آخر العابرين .

في الممرات حيث الندامةُ جاثيةٌ فوق أعضائنا , والسماوات

تسقط دون براهين . في العربات الممِضَّة لا نلتقي بنظائرنا .

في المطابخ نأكلنا ونغني . ولسنا رماة أخيرين . نحن الفرائس في

أول الحرب , أو في خلود مصائدنا .

أول القتل .

أم أول الحفلات البهيجة? هذي مصائرُنا : نازلون على درجات

اللهاث سراعا سراعا إلى البحر , ليس سوى

الروم خلف مدائننا واحتمالات روما. إذن سنجهز

مقبرة , ونرتب أعضاءنا واحدا واحدا كي نليق بموت بهيج ,

(هي الحرب .. لا ما علمنا وذقنا ). هي الحرب تجمعنا في مدى

قبرنا الوطني , وتنشرنا جثثا في الوكالات والتلفزات

ونحن هنا آخر الغائبين , نغادر سيرتنا .

أول الفتك ,

أم

قسمة للمواريث تلهو بنا ?

أي إرث إذن يتبقى لنا حين نسكن مقبرة ونصادق ..

شاهدة ? لا جذورَ ستبقى لعائلة . فإذن ما الذي

يتناثر في سلة الفتك : أسماؤنا أم هبوب الشظايا ?

لنا وِجهة العابرين وأرمدة تحت نيران حرب ستُسلمنا

للدخان المصفَّى . وتأخذنا لجنازاتنا الفارهات .

سوى قبرنا , ماالذي يتناثر في محفل النار : شاهدة

القبرة أم عائلات الفجيعة?

هل آخر العابرين اختفوا في المخابئ أم أن هذي

نظائرنا تتكاثر في شرك البحر , حيث سوى الروم

ليس سوى الروم خلف مقابرنا واحتمالات روما ?

من قصيدة: الهزائم قابلة للخياطة

ليس يذكر أسماءه :

سقطت كلها في انجراف حماقاتِه .

فاحتمى بالظنون .

وسنَّ شكيمتَه كي يُرادف صحراءه بالغبار . الدليل

يؤرخ للتيه . قال: سنمشي كثيرا ونأكل خبز فِراستنا

ونميل علي أي جنب نريد .

الذئاب مرقطة , والمكائد تنهض في جثة العيد .

كم ذا يكون القتيل ? وكم ريبة في التماع المصائر . ?

كان القتيل يؤرخ لامرأة نشبت في السراب .

ليس يذكر أسماءه :

دحرج الذكريات وأسرج ميناءَ نشوته . كانت

القاطرات تمر سراعا على وجهه , وتصوغ بلاغته حينما

كان يعزف إسراءَه .

( أيُّهذا الفتى الشيخ ها إننا نتحول في عربات الرؤى

ونراقب نسياننا في براري الغياب )

ليس يذكر أسماءه :

هكذا :

عندما في فضاءاته تُعْشب الفاجعات يهيئ ذاكرةً

للنفير , وينسى القتيل الذي فيه .

ها هي ذي القاطرات تقود عماه إلى مَحْفِل الطعن .

لكنه ليس يذكر أسماءه .

حين قال الدليل سنمشي طويلا رمى خلفه صورة

ليديه وألصق في وجهه جثة ومراثي بائتة ,وهزائم

قابلة للخياطه.

سن شكيمته للعِراك الضليل .

تُرى , أي صحراء تلك التي سيخب عليها , وأي الطرائد

سوف تلين له .

هو ذا في تكثُّره

ليس يذكر أسماءه

هو ذا في خرائبه

لا يدل على وجهه ويديه

ولا ينتمي لشكيمته .

هو ذا

يتبع الأرض في نعشها ويُوازي حذاقاته . بيد أن الطرائدَ

ليست تلين له .

يتبع الريح في طلقات الجنون , ويُرسي النعاس , ولكنه

ضيق وقليل .



شوقي شفيق       
شوقي شفيق علي محمد محبوب شوقي شفيق اليمن 1955 حولات الضوء والمطر 1984 , مكاشفات 1984 , أناشيد النزيف 1989. ذكر تركتك ...وانصرفت , احتمالات روما , من قصيدة: الهزائم قابلة للخياطة ,