عبد الرحمن الكيالي
  • الدكتور عبد الرحمن رباح الكيالي (الأردن ) .
  • ولد عام 1916 بمدينة الرملة بفلسطين .
  • درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرستي الرملة ويافا , والثانوية في الرملة ثم في معهد القاهرة الثانوي من 1928 - 1931 , ثم حصل على ليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1936 , ودبلوم الدراسات الأدبية العليا من جامعة الجزائر 1970 , وشهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة الجزائر 1973 .
  • نشر شعره في الصحف والمجلات العربية مثل (الأهرام) (والآداب) البيروتية و(اللواء) المقدسية.
  • مؤلفاته : الوافي في تاريخ الأدب العربي - القريب في الأدب العباسي - التأسيس في النقد الأدبي - الشعر الفلسطيني في نكبة فلسطين .
  • نال الميدالية الذهبية 1936 ووسام الاستحقاق (القدس) للثقافة والآداب والفنون 1991.
  • قال عنه معروف الرصافي بعد سماعه لقصيدة رائية له بعنوان (الوحدة العربية الكبرى ) : ( قولوا لصاحب الرائية إنه شاعر المستقبل الأكبر ) . كما كتبت عنه مجلة اللطائف المصورة بمناسبة فوزه بالميدالية الذهبية 1936 .
  • عنوانه : ص ب 910317 جبل اللويبدة - عمّان - الأردن .
  • توفي عام 1998 (المحرر)


صـــبـاح الـعــــيـد

الليل يزحف , لاهثَ الأنفاس مبتورَ الرجاء

وغدا ? .. سينطلق الرصاص ! مفجرا فيك الدماء ?!

أطفالك الأيتام ! من يرعاهم من بعد موتك ?!

أسرع وأوصِ فإن ظل اليتم يمرح فوق بيتك !

وكوسْنة الغافي على أحلام آمال سعيده

مرت به الأطياف هادئة الخطا تمشي وئيده

كانوا .. على أكتافه يتلاعبون ويمرحون

ويدغدغون خدودَه حينا , وحينا يعبثون

وعليهم الأم الرؤوم تصب أطياف المحبه

وتضمهم زهراً عليه غِلالة الأنداء رطْبه

في العيد .. في غدنا ? سنرفل في جديد ثيابنا

وغدا سنسكب فرحة الأعياد في ألعابنا

لا تبعدي هذي الثياب ! وقرِّبي هذي التحف

كيما تكون إذا الصباح أطل - يا أم - الهدف

وأفاق ! .. مذعورا على الصوت الأجش يروع

(أسرع وأوص دنا المصير وعن قريب تصرع ) !

وأضاء وجه فيه أمواج البشائر تزخر

وافترَّ ثغر منه ينداح الشعاع النيِّر

(أهلا .. صباح العيد ! ... ما أبهاك صبحا ترقب !

أطفالي الأبرار ! .. لا توصى عليهم أذؤُب

سيمر جيل إثر جيل في دماء تشخب

وتظل أشلاء الطغاة على لظى تتلهب ! ..

(أنا ليس لي طفل ولكن أمة تتوثب

أطفال كل الناس أطفالي لذاك أُعذَّب)

(ستظل من دمِيَ السفيح جراحُهم تتصبب

وأظل في محراب أطفال الحياة أقرّب

فلتقرأ الأطفال في أعيادها أني الأب )

ورمى الصباح دثاره الوردي فوق المشرق

فتخضب الأفق الذبيح بدمعه المترقرق

ومشى الشهيد إلى الخلود وثغرُه متبسم

والقيد للحرية الكبرى فمٌ يترنم !!

واهتز منتشيا على صوت الرصاص يدمدم

صدر عليه من الدماء وسامه المتكلم

وهوى

فدوَّت صيحة حمراء

يسقيها الدم

(العيد أقبل أيها الأطفال ?!

فالهوا وانعموا

فليسقط المستعمرون ! ...

ومن بهم يستعصم !

وليهنيء الأجيال

أن قيودها

تتحطم

من قصيدة: الساحــل الــوضـــــاء

هذي المشاعلُ في الشطوطِ مشاعلي _________________________

والساحلُ الوضَّاءُ ذلك ساحلي _________________________

هي من دمائي تستمدُّ زيوتَها _________________________

وضياؤُها من بسمتي وتفاؤلي _________________________

نَشَرت على الرمل الحبيبِ شُعاعَها _________________________

ورمت ظلالَ السحر فوق خمائلي _________________________

وتبسمت والشوق يرسل في دمي _________________________

نغمَ الحنين إلى تراب الساحل _________________________

هذا الضباب وما أرق دثاره الـ _________________________

منسوج من وهج الأصيل الذابل _________________________

متعاقد عند المساء كأنه _________________________

قبب طُلين بأرجوان سائل _________________________

ومبعثر عند الصباح كما جرت _________________________

إبلٌ تنفِّرها سهام النابل _________________________

والشمس راعفة الجراح ذبيحة _________________________

تمشي لمغربها بخطو ذاهل _________________________

إني هنا فوق الجبال موطد _________________________

قدميَّ أرقب موطني ومنازلي _________________________

أحيا بمرآها الجميل وانتشي _________________________

بعبيرها في بكْرتي وأصائلي _________________________

وأغازل البدر المطل كزورق _________________________

للتبر يمطرها بنور وابل _________________________

وأمتِّع الطرف المشوق لملعب الـ _________________________

غيد الأوانس تحت ظل رافل _________________________

وأشم زهر البرتقال وأسمع الـ _________________________

ـهمس الخفي من الغصين المائل _________________________

وأعب من ماء يصلّ نميره الـ _________________________

منساب بين حشائش وجنادل _________________________

وأشارك الحسون في تغريده _________________________

والقبَّرات رقصن فوق سنابل _________________________

هذي المشاعل في الشطوط مشاعلي _________________________

والساحل الوضاء ذلك ساحلي _________________________



عبد الرحمن الكيالي       
الدكتور عبد الرحمن رباح الكيالي عبد الرحمن الكيالي الأردن 1916 ذكر صباح العيد , من قصيدة: الساحل الوضاء ,