من قصيدة: رنـــــــــة الإبـــــــــرة |
تطريز ثوبك صامتٌ... ويقولُ |
الأخضرُ المبحوح نايٌ ناعمٌ |
مسَّته كفُّ الريح والراعي |
وأزرقُهُ دفوفٌ حولها شُعَلٌ |
وأحمرُهُ طبولُ |
|
ومنمنماتُ رسومِه همسٌ وإصغاءٌ |
وغامقُها به نعسٌ |
وفاتحها له نَفَسٌ |
وفاجرها خجولُ |
|
والخط يصعد, مستقيماً, من وقار الذيل |
حتى الخصر |
يلمسُ قوسهُ, ويميلُ |
|
وعلى اتساع الصدر |
تصخب حفلة الأشكال, |
زهزهةُ الجنائن, |
مندرينٌ هائجٌ |
ذهب ورمان يرنُّ, وأشهبٌ يرنو |
وكحليٌّ كوخز الجرح, |
عشبيُّ كلذعة غصن نعناع بكوب الشاي |
والأكمام في وهج تجمَّعَ فوقه وهج |
وأسرار موزعة على كفيكِ |
خافية وبادية |
ومن زمن إلى زمن |
تزوغ من الزوال ولا تزولُ |
|
وسواد ثوبك إن حكى أوجاعه |
أبكى العرائس والشيوخَ |
وذلك الغيم الذي يمشي جوار الله |
حسب هواه |
حتى لا يطيق الإكتناز بمائه, فيسيلُ |
|
هذا حدادك منذُ كنت |
فأي ذاكرة تسير على التراث إذا مشيتِ |
وأي هولٍ إن عتبت على زمانك |
يا كريمةُ, وهو مقلالٌ بخيلُ |
من عهد كنعان البعيد |
ومن حكايات الخرافة |
وهي تلمع كالذخيرة تحت توراة الحديد |
ومن خبيئات الموانئ في سواد البحر |
والحراس نصفٌ في سُبات دائم |
والنصف حُولُ |
|
لم يبصروا الأولاد مصرورين |
في صوف البطاطين القديمةِ |
والبغال تكاد تدمع وهي تحملهم وراء النهر |
والأقفاص تأخذهم بعيداً فوق موج البحر |
وانفرط المكان على الأماكن فجأة |
لتضيع زينتنا على الطرقات |
حتى ظننا الرائي قباحاً في الخيام |
ولم نكن, |
بل إنه المنفى قبيحٌ, والرحيلُ |
|
التينُ والزيتونُ والبلدُ الأمينُ |
وشالُ رأسك, كُحلُ عينيك الإلهيُّ |
القلاعُ الغامقاتُ |