ذات القــــــــــــــــرط |
يا ذات القُرط ..! |
قطاة جئت بها |
واللين يمرجحها .... |
من كبدي حتى الكتفين |
رفقاً ..! |
فالعاج تحول في فيها .. ياقوتاً |
يقطر في الشفتين |
تحاول عبثاً جمع فُتات طار ... |
تطارد ذرات القلب بلا ملل... |
من خلف الأذن إلى الخدين |
والموج تعالى في عيني ... |
فيضاناً صار ... |
سباقاً مع قرط... |
شق الحس إلى نصفين |
أركب راحلتي ... |
أسرع هرباً عبر سهول العنق |
بحثاً عن شهد .. عن رشفة ماء ... |
عن ظل ... |
فيطول السير ...!! |
حتى يصطدم الحَدَق المرهق بالنهدين |
السمعُ .. البصرُ .. الحسُّ .. اللمسُ |
تعطل !! |
هالة ورد غطتني حتى الحدين |
أصرخ في وادٍ |
يرتدإليّ الصوت عميقاً من غابات الصمت |
قسوة طول السير |
حفيف .. لاينطق عن شيء |
ورائحة العطر الممزوج بنار |
تخرج من باطن أرض |
يتعالى من تحتي .. |
فوقي ... |
نيلاً عذباً بل نيلين |
أمعن في سيري عبر ظلام الجهل الوارف |
لا تدري عيناي .... |
أمعاً تمشي ..? |
أم كلٌّ تمشي في خط حتى الساقين |
سبقاً تتزلج .. كلا .. تترنح ... |
توشك أن تلقى من أعلى النهر |
تخشى أن ينقسم بريق الطيف إلى نصفين |
أهرُب .. أهرُب .. من نفسي |
وأطوق رأسي .. عينيَّ |
حتى أذناي .. تطوقها كلتا الكفين |
عفواً ... !!! |
إني لم أهرب سيدتي .. بل عدت |
وعبر طريق العنق إلى الشفتين |
أستلقي علّي أروي ظمأ ... |
سكيناً يغمد في صدري .. من أعلى |
لم أعرف سيدتي شفة فيها سحرٌ |
صار ثلاثة أبعاد بدل البعدين |
أخرج منديلي في خجل .. |
أعصب وجهي من رأسي حتى الفودين |
الخوف يساورني أن أنظر حولي |
لا أدري .. لم أشعر .. |
إلا بالقدم تزلُّ لأسقط في البحرين |
عيناك السحر ... |
يفيض فيغرق روحي في الاثنين |
ما أعمق عينيك ..!! |
ما أجمل عينيك ..!! |
ما أروع عينيك .. !! |
ما أخطر عينيك .. !! |
شكراً للمولى .. |
أن جعل لها تحميني منها جفنين |
نجَّاني من أن تنظر نحوي .. |
لو نظرتْ دوماً عيناك .. |
لضعت وضعت وضعت |
غرقت وغُصت .. |
من رأسي حتى القدمين |