مصدق السرطاوي
  • محمد مصدق إبراهيم مصطفى إبراهيم ( الأردن ).
  • ولد عام 1957 في سرطة.
  • أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة سرطة , والإعدادية في مدرسة بديا , والثانوية في مدرسة سلفيت , والجامعية في قسم الميكانيك بكلية الهندسة - جامعة الشرق الأوسط بأنقرة.
  • عمل في أعمال البناء , ثم في التدريس بكلية حطين بعمان, وأسس مؤسسة الشرق الأوسط الفنية الطبية للأجهزة الطبية والعلمية , ثم انتقل للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية مع المكتب الاستشاري أديو سيستمز ثم أرسل إلى مصر عام 1986 فعمل مع وزارة الزراعة والمجلس الأعلى للجامعات في تركيب أجهزة ومعدات معامل , ثم مع وزارة الإدارة المحلية كمنسق عمليات لمشروع مراكز صيانة السيارات , وعمل أخيراً استشاريّاً لإعداد برامج التدريب الفني بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالقاهرة.
  • دواوينه الشعرية : قبلة على جبين الوطن 1993.
  • عنوانه : العبدلي - ص.ب 926113 - عمان - الأردن .


ذات القــــــــــــــــرط

يا ذات القُرط ..!

قطاة جئت بها

واللين يمرجحها ....

من كبدي حتى الكتفين

رفقاً ..!

فالعاج تحول في فيها .. ياقوتاً

يقطر في الشفتين

تحاول عبثاً جمع فُتات طار ...

تطارد ذرات القلب بلا ملل...

من خلف الأذن إلى الخدين

والموج تعالى في عيني ...

فيضاناً صار ...

سباقاً مع قرط...

شق الحس إلى نصفين

أركب راحلتي ...

أسرع هرباً عبر سهول العنق

بحثاً عن شهد .. عن رشفة ماء ...

عن ظل ...

فيطول السير ...!!

حتى يصطدم الحَدَق المرهق بالنهدين

السمعُ .. البصرُ .. الحسُّ .. اللمسُ

تعطل !!

هالة ورد غطتني حتى الحدين

أصرخ في وادٍ

يرتدإليّ الصوت عميقاً من غابات الصمت

قسوة طول السير

حفيف .. لاينطق عن شيء

ورائحة العطر الممزوج بنار

تخرج من باطن أرض

يتعالى من تحتي ..

فوقي ...

نيلاً عذباً بل نيلين

أمعن في سيري عبر ظلام الجهل الوارف

لا تدري عيناي ....

أمعاً تمشي ..?

أم كلٌّ تمشي في خط حتى الساقين

سبقاً تتزلج .. كلا .. تترنح ...

توشك أن تلقى من أعلى النهر

تخشى أن ينقسم بريق الطيف إلى نصفين

أهرُب .. أهرُب .. من نفسي

وأطوق رأسي .. عينيَّ

حتى أذناي .. تطوقها كلتا الكفين

عفواً ... !!!

إني لم أهرب سيدتي .. بل عدت

وعبر طريق العنق إلى الشفتين

أستلقي علّي أروي ظمأ ...

سكيناً يغمد في صدري .. من أعلى

لم أعرف سيدتي شفة فيها سحرٌ

صار ثلاثة أبعاد بدل البعدين

أخرج منديلي في خجل ..

أعصب وجهي من رأسي حتى الفودين

الخوف يساورني أن أنظر حولي

لا أدري .. لم أشعر ..

إلا بالقدم تزلُّ لأسقط في البحرين

عيناك السحر ...

يفيض فيغرق روحي في الاثنين

ما أعمق عينيك ..!!

ما أجمل عينيك ..!!

ما أروع عينيك .. !!

ما أخطر عينيك .. !!

شكراً للمولى ..

أن جعل لها تحميني منها جفنين

نجَّاني من أن تنظر نحوي ..

لو نظرتْ دوماً عيناك ..

لضعت وضعت وضعت

غرقت وغُصت ..

من رأسي حتى القدمين

من قصيدة: أحبينــــــي

أحبيني...

أحبيني ...

فهذا البحر لايكفي

وهذا الساحل الممتد لا يكفي

فأنت الشاطيء الراسي إليه بكل أشرعتي

أحبيني ... وضُميني ... ولُفيني ...

فهذا النور يؤلمني ...

إذا ما غاب عن عيني

فأنت النور ينفذ لي عميقاً رغم أقنعتي

أيا بحراً .. من الأحلام ...

أسكن فيه إذ أمضي

وأُبْحِر فيه في صحوي وفي مطري

فأنت البحر أغرقني وأغرق كل أمتعتي

ولولاك ...!!!

فلولاك لما كانت ..

حياة كالتي تجري .. بأعضائي وأنسجتي

فأنت الدم إذ تُحيينْ

شراييني وأوردتي ..

حياتي .. أنت ..

إذ أحيا

وألثم كل ذاك الشهد ...

بدون الشهد لا أحيا

فأنت الروح تحييني .. إذا ما شئت لا تأتي !!

وهذا البعد ..

كل البعد .. يؤلمني

وأذرف دمعتي وحدي

فأنت الدمع أذرفه سخياً فوق أوسدتي ..

كفاني ..

بل كفى هذا

فهذا القدْر يكفيني

وأبْقي عندك الباقي

فحبك بعضه ألقى ضلوعي فوق موقدتي

تناديني ...وتأتيني...

كما النسمات إذ تأتي

فأبرح كل ماقاسيت في بعدي ...

فأنت الريح إذ تعصف

فتحمل كل أتربتي

أيا عمري ..!!

فأنت العمر ....

لولاك لما أحيا ..

يعلمني ويحييني ويقتلني ...



مصدق السرطاوي       
محمد مصدق إبراهيم مصطفى إبراهيم مصدق السرطاوي الأردن 1957 بلة على جبين الوطن 1993. ذكر ذات القرط , من قصيدة: أحبيني ,