ميشال سليمان
  • الدكتور ميشال جرجي سليمان (لبنان).
  • ولد عام 1933 في البترون.
  • حاصل على شهادة دكتوراه الدولة في الفلسفة, ودكتوراه الدولة في الآداب.
  • رأس تحرير مجلة (الطريق) اللبنانية, ومجلة (الفكر الجديد ) اللبنانية.
  • رأس اتحاد الكتاب اللبنانيين.
  • كتب - إلى جانب الشعر - القصة والمسرحية.
  • دواوينه الشعرية: رثاء الخيول الهرمة 1966- أحلام في النهار - 1968 النار والأقدام الجائعة 1970- الكأس والمأدبة 1976 - فجر تموز 1978- اشربوا هذا دمي 1979- الحلم والعنقاء 1980 -ورد وانتظار يقرع الأبواب 1982.
  • حاصل على جائزة الشعر الكبرى في لبنان, وجائزة الشعر في الاتحاد السوفييتي (سابقاً), وجائزة الشعر في تشيكوسلوفاكيا (سابقاً), وجائزة جبران خليل جبران العالمية.
  • كتب عنه عشرات النقاد اللبنانيين والعرب والأجانب منهم: رئيف خوري, وميشال عاصي, وعبد اللطيف شرارة, ووضاح شرارة, وعز الدين اسماعيل, وأحمد فرحات, ومحمد العبدالله.
  • عنوانه: البترون - حي البلاني - لبنان.
  • توفي عام 2001 (المحرر)


اللـــون ومعجـــزة النسيــان

وتسكنني الظلال الحمر

أقتسم الصباح مع الزوايا الحالمات

بيوم هجرتها

النسيم الضائع الأنفاس يتبعني

يلملم من رؤاي

الأفق جاء على بساط الريح

يومئ لي

يداعب في مضاجعها بنات الريح

فارتعشت لوقع خطاي في أذن المدار

تخالني شبحا يمازح رسمه حينا

وحينا يكتفي بالقفز فوق شجونه

جمل الفراغ تنص هاوية خطاب الوقت

أنقل خطوتي بحثا عن العشب المعنيّ

في تمرغه

الحجار تبيض في أدغال عزلتها هموما

مرة الأوزار

فرخ النسر في غيبوبة التحليق ينتف ريشه

كلماتي المغموسة الأصداء بالحناء

تعكس نقطة حمراء

لكني أود رنيمها ينساب في عنق الزمان

يشق أثلاما لعرس الأرض

يهدي النور لليوم الشغوف بوهج معجزة

يحيل الصمت كوكبة احتمالات

قصاراها كواكب تهتك الأغوار

ظل الصمت يفتح في كياني حُفرة حُبلى

الوجود يعلّ من وجع رجيمٍ ...

يَنْزحُ الأصباح والأمساء في أوصاله

يستل من عمري

يلصّ مدامعي

يرتادني نزعا يحوِّل منزلي مأوى

رهين تولعي

أمّا استبد بيَ النزوح

ونازعتني الهجرَ أشواق

رهان تنوّع الألوان يذهلني

عناق تنافر الأضداد يستعدي

حنين الوضح في عينيّ..

يرهق رؤيتي ..أواه

عشت العمر في نزق التصبر

ما حببت

أراه مرسوما على جنح السنونو

كل ما ينتابني : كلم ...شجون

نزف أفراح ...جراح

يبتدي من أضلعي

من شهقة في قلب طفل

ساورته مرارة الألوانِ

باهتة السمات تنال من أقداره

البومُ البليدُ الروح ..

ينقر لحظة الإمتاع في أحلامه

يمتص جرح اليقظة الظمأى

الحضور الجامح النزوات يجمع..

يطرح الأسرار

يولم للفراش اللَّمْ تمسِّد لون أجنُحها

يقلِّب في الدروب حصيً

هي الأعمار حيلت شفع أجيال

مداميكا تسوّت أمس أوكارا لغير العهر

أرجال الجراد مشت على صدري

لتسكنها

صهيل الرعد راح يبشر الأكوان بالطوفان

لكن الجهات الأربع احتلت مساربه

فألقى في متاهات الضياع رماد ثورته

الرياح تمددت صرعى على أحلام مسرحها

تناثرت الغيوم السود أغناما مبقعة

تمزق شملها..

الجو استجار

تعثرت في شدقه الصيحات

مات الغرْس

شالت سوقَه الجَعْفيلُ والشوفان

زهر الماش والكرسنِّ عرَّش في عيون الحقل

والنسيانُ ...آهٍ من كواتم سره

النسيانُ أيقظ جمره الموءود

أعلنني غدا ...

نشر الطواف كُمون نكهته على وجه التخوم

يشدُّني بحبال غفلته

ألوذ بما تبقى من خيوط الآل

يجذبني خيال يعقد الذرات تمثالا

يقوم علي اعتصام الوهم بالصلصال ...بالصخر العنيد

يذوب لون النار في عينيه

يجبل ما يحول بما تحوّل في غضون الأمس

توقظه نواقيس الصباحِ

دمالج الأسحار تلعب فوق مفرقه

تروح ..تجيء ....

تستغني عن الدرب الطويل إلى النجوم .

من قصيدة: وحْــــــــــدَه

غضٌّ تعرَّى من لحاه أمام شمس بارده

شربَ النهارُ على جُنُوح هواهُ كأساً جامده

فقد الغناء صداه مذ فترت هموم اللحن

تاه الخطو في حُمَّى الجراح الواجده

شغفت براعم

لم يحلّ إسارها نَسمٌ

بأنفاس السموم الراكده



ميشال سليمان       
الدكتور ميشال جرجي سليمان ميشال سليمان لبنان 1933 ثاء الخيول الهرمة 1966, أحلام في النهار , 1968 النار والأقدام الجائعة 1970, الكأس والمأدبة 1976 , فجر تموز 1978, اشربوا هذا دمي 1979, الحلم والعنقاء 1980 ,ورد وانتظار يقرع الأبواب 1982. ذكر اللون ومعجزة النسيان , من قصيدة: وحْدَه ,