نمـــــل صنـــع لـــه أجنحـــــة |
على البيدر العتيقْ, فقدت أوراقي, |
والأدراجُ دقيقةٌ مهشمة : |
- أيها الطفل, رد إليَّ جميلي |
- على كاهلي محفظة من النمل , فيها |
مزماري وبلبلي وكتابي |
- وأقلامك يا صغيري ? |
- فقدتها على بيدرِك |
- جيل من عصرك لا يطاق , طأطأنا |
لكبارنا كل ما نملك , دقوا في أظفارنا |
السُّمَّاق فانهمرت ذقوننا حتى الركبتين : وعلى |
رائحة الزعتر ابتلعنا ريقنا والدموع , ركلونا |
على رقع أقفيتنا فانكمشنا داخل قشعريرة |
جلودنا , وطوينا إرادتنا على الرفض , وحين |
نشرناها في شعاع الظلمة بعيدا عن تكبر |
الأضواء رأينا فيها أناسا آخرين . |
|
جدّف الطفل على مهاوي مستقبله , |
فانتشى النمل على ظهره وسعى سعيه , ولما |
كفكفتُ عبراتِه , أشرق بأ صابعي فصرخت |
لعقوقه وحدسه , وزفرتُ على أوراقه فوق هويتي . |
|
أيتها الأيام المليئة بالمهاميز , ابصقي ما |
شئت على دروبي واملئي خطواتي بالأكاذيب , |
أحشائي جُنَّت بما لعقته , تقيأت المرارة |
والملح والتوتر , والصداع يهشم جبهاتي |
المتعددة , الوهج ينزف من الأصداغ . |
|
- ناولني أوراقي قبل أن تتبعثر |
- أحب أن أرى العيون تذروها |
- مِنّة منك لا أريد يا صغيري |
- يجب أن تحملق كلماتك في وجوه الأجيال |
- أنا ممثل الجيل على بيدري , عجنت |
الرغيف وما خبزته . |
- رغيفك نخرته الفقاقيع , فلتمضغ كلماتك |
في انتفاخ أوداجك , ولتكظمها على الشواطئ الناضبة |
- نملُك صنَعَ أجنحة , بَعُدت عني |
بعد الأفق , جازيتني جزاء سنمار , أوقفتك |
على تربع عجيزتك , وحين انطوت ساقي |
نظرت شزرا , ودون أوراقي خلفتني على |
عظم , لـمّهـا , لمها عني |
- لقد داستها أسراب النمل يا شيخي , |
فعلقت بأجنحته النمّامة , استمع إلى لحونها العديدة , استمع ! |
- وداعا أيتها المقدرة , على التنفس . |