ميشيل حداد
  • ميشيل اسكندر حداد (فلسطين).
  • ولد عام 1919في مدينة الناصرة.
  • حاصل على شهادة الصحافة من القاهرة 1947, والزمالة الأدبية من جامعة أيوا 1984.
  • اشتغل معلما عام 1937, وأحيل إلى التقاعد عام 1978.
  • عمل بالصحافة والرياضة, وقد حاز على رخصة حكم كرة القدم في مطلع حياته من الاتحاد الرياضي الفلسطيني.
  • من رواد حركة الشعر العربي الحديث في فلسطين.
  • أصدر مجلة المجتمع عام 1954, وساهم في تأسيس الرابطة الأدبية 1955, ورأس تحرير مجلة الشرق الأدبية بين عامي 85 و1990.
  • شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والموسيقية .
  • دواوينه الشعرية: الدرج المؤدي إلى أغوارنا 1969- اقتراب الساعات والأميال 1972- ألف ليلة عصرية1973 - أن تسأل 1975- هأنذا أيها السيد 1978- إلى أين أيها الفرح 1979- أرصفة الحرية 1984- في الناحية الأخرى 1985- ملء الصمت 1987- عودة العاشق إلى أغواره 1988- القوارير1991.
  • مؤلفاته: من ذكرياتي - شاعر في مرآة النقد.
  • حصل على عدة جوائز منها جائزة الإبداع 1983, وجائزة برنامج الكتابة العالمي 1984, وجائزة وزير المعارف 1990 .
  • صدرت عنه مجموعة من الدراسات ضمها كتاب "شاعر في مرآة النقد" وقد حوت دراسات لنحو عشرين أديبا وناقدا.
  • عنوانه: ص.ب 51 - الناصرة.
  • توفي عام 1999 (المحرر)


نمـــــل صنـــع لـــه أجنحـــــة

على البيدر العتيقْ, فقدت أوراقي,

والأدراجُ دقيقةٌ مهشمة :

- أيها الطفل, رد إليَّ جميلي

- على كاهلي محفظة من النمل , فيها

مزماري وبلبلي وكتابي

- وأقلامك يا صغيري ?

- فقدتها على بيدرِك

- جيل من عصرك لا يطاق , طأطأنا

لكبارنا كل ما نملك , دقوا في أظفارنا

السُّمَّاق فانهمرت ذقوننا حتى الركبتين : وعلى

رائحة الزعتر ابتلعنا ريقنا والدموع , ركلونا

على رقع أقفيتنا فانكمشنا داخل قشعريرة

جلودنا , وطوينا إرادتنا على الرفض , وحين

نشرناها في شعاع الظلمة بعيدا عن تكبر

الأضواء رأينا فيها أناسا آخرين .

جدّف الطفل على مهاوي مستقبله ,

فانتشى النمل على ظهره وسعى سعيه , ولما

كفكفتُ عبراتِه , أشرق بأ صابعي فصرخت

لعقوقه وحدسه , وزفرتُ على أوراقه فوق هويتي .

أيتها الأيام المليئة بالمهاميز , ابصقي ما

شئت على دروبي واملئي خطواتي بالأكاذيب ,

أحشائي جُنَّت بما لعقته , تقيأت المرارة

والملح والتوتر , والصداع يهشم جبهاتي

المتعددة , الوهج ينزف من الأصداغ .

- ناولني أوراقي قبل أن تتبعثر

- أحب أن أرى العيون تذروها

- مِنّة منك لا أريد يا صغيري

- يجب أن تحملق كلماتك في وجوه الأجيال

- أنا ممثل الجيل على بيدري , عجنت

الرغيف وما خبزته .

- رغيفك نخرته الفقاقيع , فلتمضغ كلماتك

في انتفاخ أوداجك , ولتكظمها على الشواطئ الناضبة

- نملُك صنَعَ أجنحة , بَعُدت عني

بعد الأفق , جازيتني جزاء سنمار , أوقفتك

على تربع عجيزتك , وحين انطوت ساقي

نظرت شزرا , ودون أوراقي خلفتني على

عظم , لـمّهـا , لمها عني

- لقد داستها أسراب النمل يا شيخي ,

فعلقت بأجنحته النمّامة , استمع إلى لحونها العديدة , استمع !

- وداعا أيتها المقدرة , على التنفس .

الأصــــفـــــاد

في فترات مبكرة

أكتب لعينيك قصيدةً حارة

أضمنها لحنا من الغضب المقدس

أعزفه على كدر قلبي المتوتر

وجراحات الشهداء المتجدده

أيتها الغزالة السجينة

حبذا لو كانت مفاتيح أصفادك

في متناول يدي

لتحديت الجميع

وقفزت من فوق الأسوار

وجعلت من معصمي جسرا لعبورك

لكنني والأبوابُ مقفلةٌ

والحراس يمتلكون المفاتيح

أجنِّدُ عقائدي الثابته

واقتناعاتي النهائيه

وكل ما في جعبتي من أدوات

لأحررك من رِبقة الأسر

ومن ظلم الطامعين

وأرد عنك تهديدهم وتزمُّتهم

وأعيد إليك بستانك الضائع

وأبناءك التائهين

فتعاليْ أضمك إلى صدري

وأجعل من جسدي تُرسا منيعا

يحميك من الضمائر الفضفاضة

والألسنة ذات الفقاقيع .

الذئـاب المتناوشــة

بالأمس هجرت حبيبتي الفردوس

قادها جدي عارية

لعقت العرق عن صدره

وعلى جبينه قبلت النور

عفَّر نهدها بخطاياه

وبعينيه أضاء قصرها

أورثت نسله الأثداء

وسقت أبناءه خمورا من الحرير

سقوها الحديد في أنفها

على فراشها تناوشت الذئاب

تمتص الدماء من عظامهم

أضحكها الألم فاستلقت تنتحب

مخطت الفقر بأسمالها

دموعها ملأت أباريقهم

تلمظوا بها في الدواوين

هزمت رائحتها الضمير .

في عينيها لمعت حراب مجنونة

أدخلتها صدري فما استشاطت

ركلت سيوفهم وبكت

ظلت عناكبها تمتطي الخيل

فراخها لم يشبعها الطراد

كشرت عن زنودها المتراكمه.

أطلقي صوتك يا حبيبتي

ولا تنوحي في أعراس العبيد

فعلى زنود الروابي

تضحك المشاعل

وتصهر القيود

على أنيابهم .



ميشيل حداد       
ميشيل اسكندر حداد ميشيل حداد فلسطين 1919 لدرج المؤدي إلى أغوارنا 1969, اقتراب الساعات والأميال 1972, ألف ليلة عصرية1973 , أن تسأل 1975, هأنذا أيها السيد 1978, إلى أين أيها الفرح 1979, أرصفة الحرية 1984, في الناحية الأخرى 1985, ملء الصمت 1987, عودة العاشق إلى أغواره 1988, القوارير1991. ذكر نمل صنع له أجنحة , الأصفاد , الذئاب المتناوشة ,