يوسف طافش
  • يوسف محمد طافش (فلسطين).
  • ولد عام 1938 في مدينة صفد بفلسطين.
  • تلقى في حلب دراسته الابتدائية والإعدادية, والثانوية, وأهلية التعليم.
  • سافر إلى الجزائر ضمن بعثة تعليمية سورية للإسهام في حملة التعريب, ثم عاد إلى سورية حيث عمل مدرساً للتربية الموسيقية, واستقال من سلك التعليم عام 1992.
  • عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين, واتحاد الكتاب العرب في دمشق.
  • يكتب -إلى جانب الشعر- المقالة الأدبية, والزوايا الصحفية, والدراسات الموسيقية والتمثيليات الإذاعية.
  • ينشر منذ 1964 إنتاجه الشعري والنثري في الصحف والمجلات العربية مثل: المعرفة, الموقف الأدبي, الثقافة, الأسبوع الأدبي, (بيروت), الشعب, المجاهد (الجزائر) وغيرها.
  • دواوينه الشعرية: رقصات الورد والجنون 1983- تراتيل الرماد 1985- كنعانيات 1988- رعاف الليل 1990- ومسرحية شعرية للأطفال بعنوان: الفضاء الأخضر 1987.
  • ممن كتبوا عنه: عبدالقادر عنداني, ونورالدين السد, ووليد معماري, وطلعت سقيرق, وخصص له أكثر من عشرين صفحة في رسالة الماجستير التي أعدها غسان غنيم بعنوان: الرمز والأسطورة في الشعر الفلسطيني المعاصر والحديث.
  • عنوانه: ص.ب 7501 حلب - سورية.


من قصيدة: خـــــــــبز وورد كلام في حوار الشمال والجنوب

ظِلٌّ لتابوت المنابر

في عناوين الظهيرة

نشرة الأحلام تأتي...

بعد تأبين حضاري لخاتمة العذاب

شحُبَتْ مناديل المساءِ

ظننت أن الأزرق الفحميَّ

سفح اللون

فاتحة الرحيقِ

إذا تداخلت الظلال تصالحت أضواؤها

من ذا سيطلق من غبار الطلع صيحته?

(خبزٌ لأطفال الجنوب

ورد لأطفال الشمال)

والناس في دبق الأماني

ينسجون - على الرمال - دم الحوار

ويعرجون إلى سماء من رماد

المعدنيُّ هنا ملامحه مسلحة... له لغة الشعاع

له بروج الكون

حلم الطفل مشروع حضاري هنا

لا وقت للباكين - خلف البحر والصحراء - في حاسوبهم

ها آخر الأسبوع يختزل المدينة في المصارف والجيوب

خبز لأطفال الجنوب

فروٌ على جسد الظلام

يهدهد المدن التي تغفو على قلب المصانع والضباب

صباحها...شهْدٌ

تقطر من حليب الليل,

والجنس المقدس

إنه الأحد المبارك

آن وقت صلاتهم زلفى لآلهة الحديد

ورد لأطفال الشمال

من يحمل الآن القصيدة

بين آلاف الجياع

إذا أتاك حديث مرضعة

تغامر في قفار الأرض عارية

لتجمع ما تبقى من هشيم الماء

بالساقين والنهدين

بالوجه الغباري المدجج بالذهول

مطر تسرب من شقوق الليل,

والأفواه طين كافر

إن الحرائق داهمتهم في البطون

للضوء طعم حامضيّ عند خط الاستواء

ومهرجان الخبز مرتبك

على أفق الجنون

يأيها الشفق الحنون

هناك ينحسر الغروب إلى الهجير

ويرتدي ظمأ البراري

من سيسمعنا صدى أكبادهم?

تبتلُّ نيران على أجسادهم

ما بين لون القمح والكاكاو

لون الحزن يختصر العيون

للطفل أحلام يغرغرها الضحى

للحلم سر في الدمى والأغنيات

فضاؤه شجر من الحلوى

ونجم يحتسي الألوان

أُمٌّ...تمنح الغابات عصفور البراءةِ

بسمة من عاشقين توحدا في الحلم

من أقصى الشمال إلى الجنوب

فإلامَ يتكئ العراة على تباريح الأُوامْ?

هذا فضاء الوهمِ

يحتقن الغمام على الغمام

ولا غمام

بالخوف نحتضن الحمام

إذا تغمَّدَنا الحمامْ

ورد وخبز فيهما سرُّ الحوار

فكيف زاغوا عن مفاتيح الكلام?!

قاموسنا البشري منكفئ

على أنقاضه

كون ومرثية تمد نشيجها

كون ومهزلة الصواريخ البريئة..

من دم الفقراء

مأثرة السلام.. تلوكني.. وتلوكني

أنى أراود غفوتي

ينتابني طفل المذابح والخراب

أنى أطيّر بهجتي

يقتادني شبح الشعاع الليزري

من السراب, إلى السراب

أرنو إلى دمع المسيح

وجمرة في كف مريم

فاجع هذا السواد القرمزي

على دروب الناصرة

طعنوا نواميس السماء

وفصَّـلوا جسدي صليباً

فوق رمل الهاجرهْ

ودعوا إلى طقس العشاء

فأولموني للبغاث الغادرهْ

ثمل أنا من نشوة القهر المبرمج

لا كسبتُ الخبز لا ورد الجنازة

في حوارات الكواليس الرجيمة

ما كسبت..

سوى القضايا الخاسرهْ

من قصيدة: أجــراس الرحيــــل

شمالاً يرجُّ القطار الدماء

ومن ذروة الروح

يهوي بنا رحلة رحلة

لا نديم لنا في السديم سوى قهقهات المرايا

وليل يؤرجحنا بين أنيابه

شمالاً

ويفجؤني حارس الصبح:

- أين المفر?

وأنت تلوذ بآخر سمت إلى محور الأرض

أين الرحيل?

وتلك مصابيحك النائسات

على سفح حزنك تقرع أجراسها

تَعَلَّلْ بنصف خطاك إلى نفق الموت لا فرق بين الجهات

إذا الشمس دارت عليك

وحاصرك النعي في المدن الزائغات

فأنت الدريئة أنى اتجهت



يوسف طافش       
يوسف محمد طافش يوسف طافش فلسطين 1938 قصات الورد والجنون 1983, تراتيل الرماد 1985, كنعانيات 1988, رعاف الليل 1990 ذكر من قصيدة: خبز وورد كلام في حوار الشمال والجنوب , من قصيدة: أجراس الرحيل ,