من قصيدة: خـــــــــبز وورد كلام في حوار الشمال والجنوب |
ظِلٌّ لتابوت المنابر |
في عناوين الظهيرة |
نشرة الأحلام تأتي... |
بعد تأبين حضاري لخاتمة العذاب |
شحُبَتْ مناديل المساءِ |
ظننت أن الأزرق الفحميَّ |
سفح اللون |
فاتحة الرحيقِ |
إذا تداخلت الظلال تصالحت أضواؤها |
من ذا سيطلق من غبار الطلع صيحته? |
(خبزٌ لأطفال الجنوب |
ورد لأطفال الشمال) |
والناس في دبق الأماني |
ينسجون - على الرمال - دم الحوار |
ويعرجون إلى سماء من رماد |
|
المعدنيُّ هنا ملامحه مسلحة... له لغة الشعاع |
له بروج الكون |
حلم الطفل مشروع حضاري هنا |
لا وقت للباكين - خلف البحر والصحراء - في حاسوبهم |
ها آخر الأسبوع يختزل المدينة في المصارف والجيوب |
خبز لأطفال الجنوب |
فروٌ على جسد الظلام |
يهدهد المدن التي تغفو على قلب المصانع والضباب |
صباحها...شهْدٌ |
تقطر من حليب الليل, |
والجنس المقدس |
إنه الأحد المبارك |
آن وقت صلاتهم زلفى لآلهة الحديد |
ورد لأطفال الشمال |
|
من يحمل الآن القصيدة |
بين آلاف الجياع |
إذا أتاك حديث مرضعة |
تغامر في قفار الأرض عارية |
لتجمع ما تبقى من هشيم الماء |
بالساقين والنهدين |
بالوجه الغباري المدجج بالذهول |
مطر تسرب من شقوق الليل, |
والأفواه طين كافر |
إن الحرائق داهمتهم في البطون |
للضوء طعم حامضيّ عند خط الاستواء |
ومهرجان الخبز مرتبك |
على أفق الجنون |
يأيها الشفق الحنون |
هناك ينحسر الغروب إلى الهجير |
ويرتدي ظمأ البراري |
من سيسمعنا صدى أكبادهم? |
تبتلُّ نيران على أجسادهم |
ما بين لون القمح والكاكاو |
لون الحزن يختصر العيون |
|
للطفل أحلام يغرغرها الضحى |
للحلم سر في الدمى والأغنيات |
فضاؤه شجر من الحلوى |
ونجم يحتسي الألوان |
أُمٌّ...تمنح الغابات عصفور البراءةِ |
بسمة من عاشقين توحدا في الحلم |
من أقصى الشمال إلى الجنوب |
فإلامَ يتكئ العراة على تباريح الأُوامْ? |
هذا فضاء الوهمِ |
يحتقن الغمام على الغمام |
ولا غمام |
بالخوف نحتضن الحمام |
إذا تغمَّدَنا الحمامْ |
ورد وخبز فيهما سرُّ الحوار |
فكيف زاغوا عن مفاتيح الكلام?! |
|
قاموسنا البشري منكفئ |
على أنقاضه |
كون ومرثية تمد نشيجها |
كون ومهزلة الصواريخ البريئة.. |
من دم الفقراء |
مأثرة السلام.. تلوكني.. وتلوكني |
أنى أراود غفوتي |
ينتابني طفل المذابح والخراب |
أنى أطيّر بهجتي |
يقتادني شبح الشعاع الليزري |
من السراب, إلى السراب |
أرنو إلى دمع المسيح |
وجمرة في كف مريم |
فاجع هذا السواد القرمزي |
على دروب الناصرة |
|
طعنوا نواميس السماء |
وفصَّـلوا جسدي صليباً |
فوق رمل الهاجرهْ |
ودعوا إلى طقس العشاء |
فأولموني للبغاث الغادرهْ |
ثمل أنا من نشوة القهر المبرمج |
لا كسبتُ الخبز لا ورد الجنازة |
في حوارات الكواليس الرجيمة |
ما كسبت.. |
سوى القضايا الخاسرهْ |