من قصيدة: ملكوت الندى .. ملكوت التراب |
منذ ستة أشهر |
لم تضيء غرفتي |
لم أسرّح دمي في البراري |
ولم أكتب الشعر, لم أحترق |
|
منذ ستة أشهر |
وأنا غارق في الهدوء |
والمساء .. |
حجر فوق صدري, |
وحنجرتي يابسه |
كيف أدخل مملكة الشعر ثانيه |
أهتدي للينابيع في جسدي |
وأقدم قلبي لسيدتي الساحلية? |
كيف أبعث فوضاي في صمتكم |
والقصيدة قنبلةٌ |
موسميه!! |
|
صاحت الريح في شرفتي |
فانتبهت إلى مطرٍ غامضٍ, |
وصواعق تضرب صدرالجبل |
ورأيت الكواكب تهبط من كوة عاليه. |
قلت: إن دمي زهرة |
لعبور المسرات والأرض تفاحةٌ |
تكتملْ |
في يدي ثانيه |
ها أنا داخل في الحريق |
ورياحي مهيأةٌ للهبوب |
ها هي الأغنيه: |
قمر فاتن, وفضاء من العشب |
ماء يغطي المسافات |
أهبط للماء |
أول ما ألتقي جسدي |
فأقول: سلاماً لهذا المسافر |
في ملكوت الندى |
ولهذا المسافر في ملكوت التراب |
حاملاً صخرة المعصيه |
وسلاماً لهذا المبعثر في الأرض |
يصعد من طرقات الخراب |
ويطير إلى اللحظة الآتيه |
|
يركض الماء حين أطوقه |
ويميل إلى قمر ساطع في الورق |
يصعد القمر الغضُّ نحوي |
فيفجؤني وجه أمي الجميل |
وتضيء الطفوله |
هكذا ألتقي بيتنا في ضواحي الجليل |
أو ضواحي النقب |
وبدون سبب |
أنحني |
وأقول: سلاماً لهذا العذاب الذي |
يطحن الروح من فلوات الأمومه |
أركض في الأرض |
لكن أمي على عتبة البيت توقفني |
تستفِزُّ حنيني إلى صدرها بالعتاب |
وتسأل عن حاجتي للقصيده |
وعن الوطن المنتظِرْ |
والكروم البعيده.. |
آه أمي تعاتبني وأنا أنكسر |
حين تطلق نظرتها باتجاهي |
وتشرع غرفتها للكلام |
|
إنه الماء يبدأ من جهة الأصدقاء |
إنه الماء يبدأ من شرفات |
المقاهي, |
ومن ألـفةٍ في الشوارع |
من حانةٍ ضيقه |
سأمر قليلا على شمسنا المورقه |
وأقول: سلاماً لكم أيها الأصدقاء |
الصعاليك, والراكضون على الأرصفه |
وسلاماً لهذي القصائد |
مذبوحة نازفه |
للحديث الذي ما انتهى |
لكلام العتاب |
للنساء اللواتي انسكبن إلى القلب |
واشتعلَتْ شهوةُ النار فيهن |
حتى اغتسلْنَ بأشعارنا |