جدتي والحب العصري! |
سألْتَني عَمَّن أَكونْ |
سؤالك الخالد عبر الزمن |
سألتني .. |
وبدد السؤال سر الكلمات |
وانفرطت |
حبات كلْماتٍ على سمع الزمان |
وأينعت حديقتي |
تفتحت أزهارها |
ووشوشت جداولُ الربيع حبّات الندى |
ولملمت |
سؤالَك الخالد عبر الزمن |
وأقبلت حواء من خِدر قريب |
وأرهفت مسامعا |
يسوقها الترحال |
في دنيا السؤال |
علها تبصر مني قارباً |
يخوض في سؤالك الخالد عبر الزمن |
|
لكي أجيب |
زرعت عيني في جبين جدتي |
وجدته مشاتلاً |
وجدته سنابلاً |
وجدته عنقود كرْم |
وجدته أغنية أريجها وعطرها تسبح فيه جنتي |
وتستحم جارتي |
ويلعب الصغار والكبار والحمائم |
وتورق الأزهار والسنابل |
وتشرق الشموس والأقمار والكواكب |
وجدته واحة حب وارفه |
تعرجت خطوطه |
فكل خط فيه كهف للسنين |
وجدتي - صامتة - تمسح بالكف الحنون وجهنا |
وتبتسم |
فما رأت بسمة كل الحاضرين |
بعينها |
وما رأت غنوة فمْ |
بل غرست بقلبها بذرة حب أينعت في عينها |
تحدرت على يديها من قديم من قديم |
وفرّعت غصونها وعلقت في كل غصن أمنيه |
لكل عَبَّاري السبيل |
لكل مرتادي الأصيل |
وعلقت لافتة تقول لي: |
أطلق سراح بسمتي تعانق البسمات في كل الوجوه |
تجدل من خوص النخيل مِروحه |
لعاشقين صادقين |
لكل من لا يمضغ الميتة في حياتنا |
تقول: إن الحب في شريعتي |
صدق وإحساس ونور, |
وحينما نصدق في المرآة لا نقول: من يكون |
ونحسب المرآة ضمت غيرنا ونرجمه |
أو نحرقه |
وحينما نحس من دمائنا ولا نحس من بعيد |
ولا يكون حِسُّنا في مسكن على أديم جلدنا |
نرى الحياة والصباح فارسين |
على جواد أبيضٍ |
يَدْهَمُ وهم الكاذبين |
يسحق زور الخادعين |
ويُهزم الظلام أو ينصرمُ |
ويهزم الظلام أو ينصرمُ |