عطا الله أبو زياد
  • عطا الله محمد أبو زياد العيزري (الأردن).
  • ولد عام 1942 في قرية العيزرية بالقدس.
  • حاصل على ليسانس آداب - قسم اللغة العربية.
  • يعمل في سلك التربية والتعليم والمكتبات, وقد انتدب للعمل فترة في المملكة المغربية, وفترة في سلطنة عمان.
  • عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين, ونادي أسرة القلم الثقافي في مدينة الزرقاء.
  • شارك في إحياء العديد من الأمسيات الشعرية داخل الأردن وخارجه.
  • دواوينه الشعرية: أنت والدنيا عليَّا 1988.
  • عنوانه: الزرقاء ص.ب 6585 - الأردن.


أنـــــــت والدنيــــــا علَيّـــــــــا

ما الذي ظل لديّا

ضاقت الدنياعلى رحب عَلَيّا

واحتمالي جفّ كالعطر سريعا من يديا

نهب الشوق الكرى من مقلتيا

وَأَذَلّ العشقُ قلبا..

كان في يوم أَبِيّا

واستباح الوجد آمالي..

وأحلامي .. ولم يَسْتَبْق شيّا

أنت والدنيا عليّا

فلمن أشكو همومي?

ومن الآسي الذي يُبري كلومي?

زورقي يغرق في الميناء..

في دار أمان مستديم

والمنارات التي تهديه في الليل البهيم

أغمضت عنه

فضاع الصوت في اليمّ العظيم

والدجي الظالم أعمى كل أحداق النجوم

هازئا يرنو إليا

وأنا أمشي شقيا

أحمل الأشواق والآمال أثقالا..

فتدمي كتفيا

أنت والدنيا عليا

منكما ألقى حنانا ونعيما

ساعة أو بعض ساعة

ثم يرتدّ نفورا وجحيما

مثل فعل المد والجزر بماء البحر..

مثل الناس تسعى بضراعه

تطلب الغيث إذا طال الجفاف

وعدت في الأرض أعوام عجاف

ويجيء الخير بالبشرى وينهل عميما

ثم تمتد لياليه حسوما

حيث يودي

بالذي أحيا من الآمال والزرع

بمهتاج بروق ورعود

لست أدري كيف أصبحت الملوما

وغدا ذنبي عظيما

وتراجعت كظل هاجمته الشمس

فارتدّ كليلا

ما أفادته التماسات وأعذار فتيلا

جاهدا يلتمس العفو حفيا

وعلى آلامه, يمضي وفيا

وعلى رغم القذى.. يحيا نقيا

أي بركان على فوهته قدكنت أغفو

ثم ثارا

يملأ الأرض اهتياجا ودمارا

وإذا بي فوق بحر الحمم اللاهب أطفو

أرفع الصوت اعتذارا

وتفيض النفس حزنا وانكسارا

وأنادي مستغيثا

حيث لا ألقى جوابا

غير كفّ..

قد مضت تفتح - كي تطردني في الليل-

بابا

ربما لم يبق فيا

غير إيماني فما كنت إلى ربي عصيا

بكرة تسبح في علياه روحي وعشيا

فالق الإصباح..

باري الكون خلقا عبقريا

مبدع الحسن رقيقا ورشيقا ونديا

أنت والدنيا عليا

تعصف الأحداث بي في كل أرض

فأقضّي ليل أحزاني

طويلا دون غمض

ها أنا في كل يوم قاصد ركنا قصيا

من رباط الخيل..

حيث الشمس تهوي

في محيط الظلمات

خضّبتْها حينما زفت إلى الموت

دماء الشفق

وتجلت فوق عرش..

من جراح الأفق

لعمان البحر والشعر

عمان الخيل والنخل الذي يرفع كفيه

كزهاد إلى رب السماء

برسوخ وشموخ ومضاء

ماالذي قد ظل فِيّا

غير حب جارف يجتاح أعماقي عتيّا

واعتناق لغرام حارق..

يشوي شغاف القلب شيّا

أحور المقلة.. خمريّ اللّمى.. طلق المحيّا

ظامئا يرجعني إن جئته أسأل رِيّا

طاردتني كذئاب..

هجمة البؤس طويلا

كلما ألقي عصا الترحال في أرض

جرت خلفي .. فأزمعت الرحيلا

إنني أجمع أشلائي وأشيائي

فرفقا يا زماني

آه لم يبق على البين سوى بضع ثوان

أعطني بعض الأمان

سوف أمضي..

هكذا شاءت لي الأقدار..

من غير رفيق

شاردا في قفر هذا الكون...

لا ألقى رسوما لطريق

إنني أشتمُّ أرواح الحريق

جف ريقي..

وكأني في ظلام البيد أعدو

خلف لماع البروق

أنت.. لا أدري

أوهمٌ في حياتي أمْ حقيقهْ?

والأحاسيسُ التي قد أبحرت في الصمتِ..

هل ترفعُ أعلاماً صديقه

هل أنا مثلُ شهاب ضلّ في الليل طريقه

أم لي البستان.

والريحانُ.. والنفسُ الطليقه?

أنت والدنيا عليّا

وشقائي فيكما

ينتظر اللطفَ الخفيّا



عطا الله أبو زياد       
عطا الله محمد أبو زياد العيزري عطا الله أبو زياد الأردن 1942 نت والدنيا عليَّا 1988. ذكر أنت والدنيا علَيّا ,