أنـــــــت والدنيــــــا علَيّـــــــــا |
ما الذي ظل لديّا |
ضاقت الدنياعلى رحب عَلَيّا |
واحتمالي جفّ كالعطر سريعا من يديا |
نهب الشوق الكرى من مقلتيا |
وَأَذَلّ العشقُ قلبا.. |
كان في يوم أَبِيّا |
واستباح الوجد آمالي.. |
وأحلامي .. ولم يَسْتَبْق شيّا |
|
أنت والدنيا عليّا |
فلمن أشكو همومي? |
ومن الآسي الذي يُبري كلومي? |
زورقي يغرق في الميناء.. |
في دار أمان مستديم |
والمنارات التي تهديه في الليل البهيم |
أغمضت عنه |
فضاع الصوت في اليمّ العظيم |
والدجي الظالم أعمى كل أحداق النجوم |
هازئا يرنو إليا |
وأنا أمشي شقيا |
أحمل الأشواق والآمال أثقالا.. |
فتدمي كتفيا |
|
أنت والدنيا عليا |
منكما ألقى حنانا ونعيما |
ساعة أو بعض ساعة |
ثم يرتدّ نفورا وجحيما |
مثل فعل المد والجزر بماء البحر.. |
مثل الناس تسعى بضراعه |
تطلب الغيث إذا طال الجفاف |
وعدت في الأرض أعوام عجاف |
ويجيء الخير بالبشرى وينهل عميما |
ثم تمتد لياليه حسوما |
حيث يودي |
بالذي أحيا من الآمال والزرع |
بمهتاج بروق ورعود |
لست أدري كيف أصبحت الملوما |
وغدا ذنبي عظيما |
وتراجعت كظل هاجمته الشمس |
فارتدّ كليلا |
ما أفادته التماسات وأعذار فتيلا |
جاهدا يلتمس العفو حفيا |
وعلى آلامه, يمضي وفيا |
وعلى رغم القذى.. يحيا نقيا |
|
أي بركان على فوهته قدكنت أغفو |
ثم ثارا |
يملأ الأرض اهتياجا ودمارا |
وإذا بي فوق بحر الحمم اللاهب أطفو |
أرفع الصوت اعتذارا |
وتفيض النفس حزنا وانكسارا |
وأنادي مستغيثا |
حيث لا ألقى جوابا |
غير كفّ.. |
قد مضت تفتح - كي تطردني في الليل- |
بابا |
ربما لم يبق فيا |
غير إيماني فما كنت إلى ربي عصيا |
بكرة تسبح في علياه روحي وعشيا |
فالق الإصباح.. |
باري الكون خلقا عبقريا |
مبدع الحسن رقيقا ورشيقا ونديا |
|
أنت والدنيا عليا |
تعصف الأحداث بي في كل أرض |
فأقضّي ليل أحزاني |
طويلا دون غمض |
ها أنا في كل يوم قاصد ركنا قصيا |
من رباط الخيل.. |
حيث الشمس تهوي |
في محيط الظلمات |
خضّبتْها حينما زفت إلى الموت |
دماء الشفق |
وتجلت فوق عرش.. |
من جراح الأفق |
لعمان البحر والشعر |
عمان الخيل والنخل الذي يرفع كفيه |
كزهاد إلى رب السماء |
برسوخ وشموخ ومضاء |
ماالذي قد ظل فِيّا |
غير حب جارف يجتاح أعماقي عتيّا |
واعتناق لغرام حارق.. |
يشوي شغاف القلب شيّا |
أحور المقلة.. خمريّ اللّمى.. طلق المحيّا |
ظامئا يرجعني إن جئته أسأل رِيّا |
|
طاردتني كذئاب.. |
هجمة البؤس طويلا |
كلما ألقي عصا الترحال في أرض |
جرت خلفي .. فأزمعت الرحيلا |
إنني أجمع أشلائي وأشيائي |
فرفقا يا زماني |
آه لم يبق على البين سوى بضع ثوان |
أعطني بعض الأمان |
سوف أمضي.. |
هكذا شاءت لي الأقدار.. |
من غير رفيق |
شاردا في قفر هذا الكون... |
لا ألقى رسوما لطريق |
إنني أشتمُّ أرواح الحريق |
جف ريقي.. |
وكأني في ظلام البيد أعدو |
خلف لماع البروق |
|
أنت.. لا أدري |
أوهمٌ في حياتي أمْ حقيقهْ? |
والأحاسيسُ التي قد أبحرت في الصمتِ.. |
هل ترفعُ أعلاماً صديقه |
هل أنا مثلُ شهاب ضلّ في الليل طريقه |
أم لي البستان. |
والريحانُ.. والنفسُ الطليقه? |
|
أنت والدنيا عليّا |
وشقائي فيكما |
ينتظر اللطفَ الخفيّا |